قوانين التغيير: الباب المفتوح للكون

كما لكل شيء قواعده وضوابطه فالتغيير أيضا له قواعد.
قوانين التغيير هي تلك المسطرة الحادة التي تسطر كل حركة تقوم بها. وهنا أعني بالحرف ما أقوله، كل حركة تقوم بها!
الأصح في القول هو القوانين الكونية التي اخترت اقتراح البعض منها كقوانين للتغيير، تجنبا لحساسية البعض من القراء في استخدام لفظ الكون.
لكن للأمانة العلمية لا بد من طرح أصل الموضوع. كما هي الغاية الأساسية من سلسلة رحلة التغيير التي أشاركها معكم، أن تكون ملما بكل الجوانب الصحيحة من هذه الرحلة.

إن هذا الكون بما فيه من سماوات وأراضين ومخلوقات لا يمكن أن يسير نفسه بنفسه عبثا.
فأنت حين ترى الشمس تشرق نهارا و القمر يسطع ليلا، تعلم أن الشمس والقمر في تبادل مستمر للأدوار.
وأنت حين ترى النملة مثلا تتحمل الوزن الثقيل لطعامها لتضمن استمرارها في العيش، تدرك أن إرادة الحياة بداخلها أكبر من كل ثقل تواجهه.
أما تلك الأزهار والأشجار التي تراها في كل بقاع العالم، تجعلك تعلم أن في كل لحظة هناك مخلوق ينمو في مكان ما.

• إرادة الحياة عند النمل.
• مبادلة الشمس بالقمر.
• نمو المخلوقات المستمر.

هذه مجرد أمثلة بسيطة تلاحظ بها ما يجري من حولك. لكن الموضوع ليس بهذه البساطة لأنه لا يتعلق فقط بالنمل أو القمر أو الأزهار.
بل ما تعيشه هذه الكائنات من تغيير تعيشه باقي المخلوقات، بما فيها أنت! ما دمت جزءا من هذا الكون.

• الإرادة؛ المبادلة؛ النمو… هي أمثلة من القوانين الكونية التي تسري على الجميع، لكنها تعطي ثمارها للمنتبه فقط.

أهم ثلاث قوانين كونية & قوانين التغيير

قانون الإرادة: “فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ”

في القرآن الكريم ذكرت 10 إرادات مختلفة. في كل واحدة إرادة يريد بها الله من خليفته أن يدير بها حياته كما يدير بها هو هذا الكون العظيم. هذا القانون بإمكانك تسميته قانون النية هو داخلي وباطني.

الهدف من قانون الإرادة هو تحديد مقصدك من التغيير الذي تريده.

• السر في قانون الإرادة هو أن تكون إرادتك متوافقة مع إرادة الله في الكون.

 قانون المبادلة: “ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوْا”

في الحالة التي تعيشها الآن هنالك أفعال وأفكار وعادات لابد أن تقوم بمبادلتها بأحسن منها حتى تصل للتغيير النهائي.
الهدف من قانون المبادلة هو تطهيرك من كل ما قد يؤثر في رحلة تغييرك. وحسم الملفات القديمة لديك حتى لو كانت زيارة للطبيب كنت تؤجلها.

• السر في قانون المبادلة هو فتح البوابات لتجارب جديدة.

 قانون النمو: “ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا”

مع أن لكل منا غايته الخاصة من رحلة التغيير التي يسير فيها، إلا أن الهدف المشترك بيننا هو الاستمرار في النمو.
جسدك الحالي ليس هو ذلك الجسد الذي ولدت به أو الجسد الذي امتلكته في سن المراهقة، هو في نمو وتغيير مستمر.
كذلك يجب أن يكون فكرك وشعورك وطاقتك!

الهدف من قانون النمو هو استيعاب الفطرة البشرية القائمة على التغيير المستمر.

• السر في قانون النمو أنه يطبق على كل أجسادك، المادي و الفكري والمشاعري والروحي والطاقي.

ان استيعابك لقوانين التغيير – القوانين الكونية – سواء التي شاركتها معك أو قوانين أخرى ما هو إلا إيمان منك برحلة التغيير التي تقودها.

• إن هذا الكون كما أشرت سابقا يمشي بقوانين محددة سواء كنت واعيا بها أو لا.

ما الغاية من الوعي ب القوانين الكونية ؟

أنت حين تستقبل معلومة ما بوعيك ستدرك الزمكان المناسب لتطبيقها ولن تنتظر متى تعيش نتائج هذه المعلومة عليك، والتي قد تكون معاكسة في بعض الأحيان.
حين تدرك مثلا أهمية قانون الإيمان في التغيير الذي تسعى إليه وأنه من القوانين التي نعيش بها حياتنا اليومية، ستنتبه إلى الأفكار التي تؤمن بها.

هل تؤمن أن الحياة صعبة؟ أن النجاح متعب؟ الصحة مكلفة؟ أن الزواج هم وغم؟
الفكرة التي تؤمن بها هي التي صنعت واقعك الحالي.

• الإيمان؛ التوسع؛ التوازن؛ البيئة… وغيرها من القوانين الكونية التي تنعكس على رحلة تغييرك.

اقرأ؛ تعلم؛ فكر؛ طبق؛ واحتفظ بما يناسبك من هذه القوانين لأن دورها هو فقط فتح الأبواب لك تجاه الكون.
وتذكر أن ما تؤمن به هو فقط ما سيتجلى لك!

انضم معي الى مسار الحكمة 💚