كتاب أربعون: هي كلها لله

كتاب: أربعون

⭐️ اللغة الأصلية: العربية

⭐️ أجزاء الكتاب: عشرة

⭐️ الصفحات: 265 صفحة 

⭐️  الفئة: التنمية البشرية  

⭐️ الكاتب: أحمد الشقيري 

شاركني افكارك ?

كيف أستلهم أفكارا للكتابة؟

كثيرا ما أحببت قراءة خواطر الأشخاص لمعرفة الطرق التي يفكرون بها حول مختلف المواضيع. لذلك غالبا ما كانت الكتب التي اختارها غير مخصصة بمجال معين. ولكنها كانت متنوعة خصوصا التي تأتي مجزية يعني عبارة عن مقالات عديدة مجموعة في كتاب واحد.

كنت كلما قرأت إحدى هذه الكتب غالبا ما تأتيني أنا أيضا أفكار للكتابة، سواء حول موضوع بعيد عن ما جاء به الكاتب أو فقط أستطيل في فكرة ناقشها هو.

كلنا يعلم عن نِعم الله تعالى و أغلبنا يكاد قرأ موضوعا عنها أو شاهد أحد الفيديوهات القصيرة المنتشرة عن نعمة أنعم بها الله علينا.
اليوم أنت وأنا سنتعمق بحول الله في هذا الموضوع. سنتعمق ليس بشكل فلسفي وإنما بشكل عملي تطبيقي.

لماذا كتاب أربعون؟

أعتبر كتاب أربعون للكاتب أحمد الشقيري من أجمل الكتب التي قرأتها خلال حياتي. ربما لا يكون الكتاب الأفضل و الأمتع، ولكن بالنسبة لي فلطالما اعتبرت أحمد الشقيري من الشخصيات التي تمتلك مميزات اتعلم منها في مساري.

وضعت اسم كتاب أربعون ضمن لائحة الكتب التي أردت تلخيصها في موقع حكمتي. لكن الطريقة التي طرح بها الكاتب أحمد الشقيري أفكاره عبر الكتاب كانت صعبة الإيجاز بشكل يضمن لك أنك ستستفيد من محتوى الكتاب كله.

لهذا جائتني خاطرة أن أختار أفكارا محددة ناقشها الكاتب و أعجبتني ثم أتوسع فيها. لكل فكرة مقالة ملخصة لما جاء في كتاب أربعون وفي نفس الوقت تحمل  أفكاري أنا فما رأيكم في هذه الفكرة؟ ?

”وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ"

الآية المكتوبة فوق؛ قرئتها من قبل اليس كذلك! هل حاولت يوما أن تَعُدَّ نِعم الله عليك؟ أم قلت في نفسك أصلا لن أحصيها مهما حاولت؟

أتريد أن نجرب معا عد نِعم الله عليك وعلي؟ لنحاول…
نعمة المأكل؛ الملبس؛ المأوى؛ الجسد بما فيه؛ بصرك؛ سمعك؛ لسانك؛ أرجلك؛ يدك؛ أصابعك؛ شعرك… آاه! قبل كل هذا وذاك نَفَسُك!
لكن اليوم نحن لا نريد هذا العَد العادي. أريدك أن تتمعن في كل نعمة على حِدة، ثم تبصر ببصيرتك ما تحتوي عليها من نِعم.
مثلا يدك، تلمس بها؛ تحمل بها؛ تعطي بها؛ تأخذ بها؛ تكتب بها؛ تسلم بها؛ قد تضرب بها؛ تصفع بها؛ تشير بها… هل من مزيد؟ نعم هنالك مزيد من النعم داخل نعمة اليد الواحدة. أتركه لك لتفكر فيه.

هل اللباس مجرد ثوب يغطي جسدك؟ لا.
إنه فعلا يغطي جسدك، ولكنه أيضا يحميك من البرد القارس و يقيك من الشمس الساطعة. إنه لباس يواري سوءتك ويعبر عن نظافتك، عن مهنتك حينا و عن شخصيتك أحيانا أخرى.

النعم ثلاث : نعمة حاصلة يعلم بها العبد ونعمة منتظرة يرجوها ونعمة هو فيها لا يشعر بها.

ابن القيم فقيه ومحدّث

مادام ربي أخبرني أني لن أُحصي نعمه علي، فما واجبي تجاه هذه النعم؟

قبل أن نجيب عن هذا التساؤل، علينا أن نسأل ما الذي تريده أنت من هذه النعم؟
هل تريد زيادتها أم نقصانها؟ هل تريد الحفاظ عليها أم لايهمك زوالها؟

حرية الإختيار

كلنا يعلم أن الله أعطانا قدرة الإختيار في هذه الحياة. أن تختار ما تريده بنفسك، لما تملكه أو ما تريد امتلاكه. ومع هذا فقد منحنا مجموعة من القوانين و القواعد لكي نَسِير عليها ونُتمم هذا الاختيار.
لذلك إن كنت ممن اختار الحفاظ على نعمه وزيادتها، فهنالك قواعد لهذا الأمر. إن اخترت العكس أي إهمال هذه النعم وزوالها فلك هذا أيضا.

أنا أؤمن أنك مادمت تقرأ هذه المقالة فأنت ضمن الفريق الأول ممن اختار حفظ الأمانة. أنا سعيدة بتواجدك معي هنا أياًّ كان مكانك في الكون واسمك و جنسيتك…

لنرى أولا ما الذي شاركنا به أحمد الشقيري في كتاب أربعون.

"أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ"

لم يُخْفِ الكاتب أحمد الشقيري شعوره بالخوف الشديد أثناء قراءته آية ”أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ“- سورة الماعون، 1- وهو يتمعن كيف وصف لنا الله الذي يكذب بالدِّين.
هل الذي يقتل الرسول؟
هل الذي يحرف الكتب؟
هل الذي يزني ويسرق؟

لا. وصْف المكذب بالدِّين هو: ”فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ“ – الماعون، 2- يَدَعُ اليتيم دون أن يُغْنِيه ويساعده. وهو: ”وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ“ ليس أنه لا يَدعَمُ المسكين ولكنه لا يحض ’أو يدعو أو يُرَوِّج‘ لإطعام المسكين.

تدبر القرآن

تأمل الكاتب أحمد الشقيري في كلمة الدِّين بالكسرة، فوجدها قريبة جدا لكلمة الدَّيْن بالفتحة على الدال. وكأن المعنى أن الدِّين ’بالكسرة‘ هو الدَّيْن ’بالفتحة‘ الذي أقرضه الله لعباده، وهو دَيْن الحياة والخلق والنِّعم. كلها قرض ’دَيْن‘ عليك إعادته.
وياله من تأمل من الكاتب، يدفعك لتقول كيف لم أنتبه لهذا الأمر من قبل؟!

الدَّين هو دَين الله الذي خلقك، و سقاك، و أطعمك، و هذا دَين ’بفتح الدال‘ عليك أن ترده بالإحسان إلى خلق الله. والذي لا يحسن لليتيم فهو الذي يكذب بهذا الدين وكأنه خلق نفسه، وأطعم نفسه ومن ثم، فهو يكذب بأن عليه دَينا يجب أن يسدده للخالق ’عن طريق الإحسان لخلقه‘. كلمة دَيْن مرتبطة ارتباطا وثيقا بفكرة الدِّين، وهذا له إشارة في الآية ”فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين“ -سورة الواقعة، 86؛87- فالله يبين أنه لو كنتم يا بشر، غير مدينين، وخلقكم هذا ليس دينا عليكم فيجب أن ترجعوه، فارجعوا الميت إلى الحياة لو كنتم صادقين، ولكنكم لن تفعلوا لأن حياتكم كلها هي قرض مؤقت يجب أن تعيدوه لله.

من لم يشكر النِّعم فقد تعرض لزوالها ومن شكرها فقد قيَّدها بعقالها.

أحمد الشقيري كتاب أربعون
لنجب على هذه الأسئلة معا
  • من المخاطب عادة في القرآن الكريم؟ نحن. أنا وأنت.”الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ. وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ“.
  • على من الحديث في هاتين الآيتين؟ اليتيم والمسكين.
  • ما القاسم المشترك بينهم؟ الحاجة و العوز.
  • ما الذي نهى الله عنه هنا؟
    ان تدع و تترك اليتيم دون إغنائه بحاجته.
    أن لا تحض و لا تدعو لإطعام المسكين ما يحتاجه.
  • إلى ماذا يحتاج المسكين عادة؟
    يحتاج إلى…المأكل؛ الملبس؛ المأوى؛ المال؛ الكفالة؛ الدراسة …

هل تتذكر انك قرات هذه الكلمات سابقا؟
نعم تذكرت، قرأتُها في الفقرة السابقة من المقالة حيث كنا نَعُدُّ أنا و أنت نعم الله علينا.
لكن ما المغزى من ذكرها هنا؟ هل يعقل أن تكون هذه إجابة سؤالنا السابق:

مادام الله أخبرني أني لن أحصي نِعمه فما هو واجبي تجاه هذه النعم؟!

في بداية سورة الماعون يقول الله عز وجل ”أرأيت الذي يكذب بالدين“. إن تدبرنا قليلا في كلمة ’يكذب’ فهي من الكذب. أي حين يقال عكس الموجود فعلا، عكس الصدق.
بمعنى يكذب و ينكر ما وُجِد لديه.
فالله هنا حسب فهمي يحدث الأشخاص الذين كذَّبوا بما منحهم إياه. و لنُكْمل المعنى، أي أنكروا ما وُجد لديهم من نِعَم ولم يوجد لدى اليتيم و المسكين.

كيف نتعامل مع نعم الله؟

بعد أن تعمقنا قليلا في فهم هذه الآيات، سنحاول التفكر في واجباتنا تجاه هذه النِّعم كإجابة على تساؤلنا الرئيسي.
أولا، ذِكْرُ النِّعم. عدم التكذيب بوجودها.
هل يعقل أن تكون مُبْصرا و تقول للناس أنا أعمى؟
كذلك لا يعقل أن تمتلك فائضا من المال وتقول ليس لدي شيء! رغم أن هذا كثير الحدوث في مجتمعنا مع الأسف ’ لا ماعندي والوو‘ بلغتنا الدارجة.

وهذا له إشارة في سورة الضحى الآية ”وأما بنعمة ربك فحدث“. حيث حثنا الله على الحديث عن النعم التي أنعم بها علينا بِنِيَّة الحمد و الشكر حتى تتم زيادتها و الحفاظ عليها. وليس من باب التفاخر والتكبر على الآخرين.

ثانيا، مُشاركة النعم. عدم البخل بعطائها.
إغناء اليتيم والدعوة لإطعام المسكين.

  • هل مشاركة النعم تقتصر على اليتيم و المسكين فقط؟ لا.
    اللائحة تطول و الأمثلة كثيرة لكن المقصد واحد. إن كان طعامك يكفيك و يزيد، و إن كان لباسك يكفيك ويزيد… فتلك الزيادة حقًّ لِمن نَقُصَت لديه.
  • كلما تَذكَّرت نِعمَ الله عليك و شاركتها مع غيرك، كلما حَفِظَها الله لك، ووعد الله حقٌّ.

وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا” – سورة الكهف 98-

حكمة السؤال

الحديث يطول ويفصل في كيفية التعامل مع نِعم الله علينا بما ذكره في كتابه.
غالبا ما جاء هذا الحديث في صيغة شكر النعم و حمد الله عليها. لكن هل تعلم الفرق بين الحمد و الشكر؟ اخبروني في التعليقات.?

هذا رأيي، والرأي ظنّ، و الظن لا يُغني من الحق شيئا. أنت ابحث و تبَيَّنِ الحق.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

تعليق 1
  1. […] كبرت على التشبع بالقيم الدينية كسائر الشباب الذي ولد داخل دولة إسلامية، وعلى التعرف […]

شاركني رأيك

%d مدونون معجبون بهذه: