بالتأكيد ستكون سمعت عن التسويف، لكن أصدقني القول ما هو التسويف حقا؟
مع اقتراب عام 2022 يعيش العديد منا صراعا ما بين ما حققه وما لم يحققه. باستثناء مسألة الصراع الداخلي، فمن الطبيعي أن تحقق أهدافا دون غيرها وقد تتعدد لديك الأسباب والأعذار التي منعت تحقق جزء من أهداف 2021 .
لكن هنالك شيء واحد يطفو على السطح وهو التسويف!
خلال هذه الأيام 3 سنغوص في ظاهرة التسويف ونفهم الزاوية العلمية منها وكيف تتخلص من التأجيل بخطوات عملية.
لذلك كن على الموعد اليومي مع حكمتي!
ما هو التسويف ؟
التسويف هو التحدي الخفي الذي واجهناه جميعا في وقت معين. حيث كنا نكافح من أجل تجنب المماطلة في القضايا التي تهمنا.
وبالفعل كنا ننجح في لحظات مؤقتة في التوقف عن هذه المماطلة فنشعر بالرضا والإنجاز، لكن سرعان ما نعود لكنف التسويف.
لهذا في هذه التدوينات اليومية سنتعلم كيف نجعل هذه اللحظات المؤقتة دائمة ومستمرة.
النظرة العلمية للتسويف
- لنبدأ بتوضيح الأساسيات:
ما هو التسويف ؟ - ما الذي نتعامل معه بالضبط هنا؟
ظل البشر يماطلون منذ قرون مضت. فمشكلة التسويف ليست دخيلة على البشرية وهذا شيء مطمئن، فلست أول شخص يعاني من التسويف.
في الواقع، الفلاسفة اليونانيين القدماء مثل سقراط وأرسطو طوروا كلمة لوصف هذا النوع من السلوك، وهي أكراسيا.
أكراسيا هي حالة التصرف ضد حكمك الأفضل كما عرفها الفلاسفة. حيث تقوم بشيء معين على الرغم من أنك تعلم أنه يجب عليك القيام بشيء آخر.
إليك التعريف الحديث لهذه الظاهرة:
التسويف هو فعل تأخير أو تأجيل مهمة أو مجموعة من المهام. لذا، سواء أشرت إليها على أنها تسويف أو أكراسيا أو أي شيء آخر، فإنها القوة التي تمنعك من متابعة ما قررت القيام به.
لماذا تماطل؟
قد لا يهمك معرفة ما هو التسويف بقدر ما أنت مهتم ب لماذا أصلا أنت تسوف و تؤجل مهامك؟ لهذا سنطلع على هذه الزاوية من الناحية العلمية لتكون أكثر إقناعا لك.
كشفت أبحاث علم النفس السلوكي عن ظاهرة تسمى “عدم تناسق الوقت”. والتي تساعد في تفسير سبب توجهنا للتسويف على الرغم من رغبتنا في إنجاز مهامنا.
يشير عدم تناسق الوقت إلى ميل العقل البشري إلى تقدير المكافآت الفورية بدرجة أعلى من المكافآت المستقبلية.
فمثلا أنت لديك بحث دراسي لا بد أن تنجزه غدا، لكن المنتخب الوطني لبلادك سيلعب هذه الليلة.
في هذه اللحظة وبدون سابق إنذار سيقوم عقلك بدفعك لمشاهدة المباراة لأنه يريد المكافأة الفورية والسريعة وهي نشوة مشاهدة هذه المباراة.
على عكس مكافأة إنجاز البحث فهي تبدو بعيدة ولهذا عقلك لن يتحمس لدفعك على الحصول عليها.
وعلى سبيل المثال أيضا، يعرف الكثير منا أهمية استثمار أو ادخار جزء من المال لفترة التقاعد أو عند الكبر. لكن الفائدة والمكافأة التي سنحصل عليها للقيام بهذا لا تزال بعيدة.
لهذا من الأسهل على معظمنا أن يرى الفائدة والمكافأة في شراء زوج جديد من الأحذية، بدلا من ادخار 70 دولار للمستقبل.
هذا هو أحد الأسباب التي تجعلك تنام وأنت تشعر بالحافز لإحداث تغيير في حياتك، ولكن عندما تستيقظ تجد نفسك فقدت هذا الحافز.
يقدر عقلك المكافآت طويلة المدى عندما تكون في المستقبل (غدًا)، لكنه يفضل أكثر الإشباع الفوري الذي يحصل عليه الآن.
لا يمكنك الاعتماد على المكافآت طويلة المدى لتحفيز نفسك. بدلا من ذلك، عليك أن تجد طريقة لنقل هذه المكافآت المستقبلية إلى اللحظة الحالية.
في المقالة القادمة ستتعلم كيف تتوقف عن التسويف الآن !