العقل أو القلب؟ تعرف على المشاعر التي تجعلك تحيا

أيهما تستخدم أكثر عقلك أم قلبك؟

إنه واحد من أكثر الأسئلة انتشارا و في نفس الوقت أكثرها غموضا!
إن كان العقل عقلك و القلب قلبك، فهل يستوعب الإنسان أن يختار بين أعضاء جسده؟

الحقيقة أن إجابة هذا السؤال لم تكن يوما في سبيل المقارنة بين العقل و القلب، فالأصل أنه لا مَحل لواحدٍ دون الآخر.
لكن الهدف منه هو أن تميز بين النتائج التي تعيشها في حياتك باستخدامك لعقلك و النتائج التي تعيشها باستخدام قلبك. كلما ارتفعت كفة ميزان أحدهما بالنتائج الإيجابية كلما استخدمته أكثر.

السؤال الأهم:

هل ينجح القلب و العقل معا؟

قد تجيبني الآن قائلا: لا، لأن هناك أمورا حياتية يفصل فيها العقل لوحده و أخرى يكون فيها القلب هو الوجهة.
لنفكر قليلا؛ مثلا:

  • أحمد طالب مدرسي في صدد اختيار شعبته، أخذ آراء أقاربه و نصحوه بدراسة الهندسة لأنها أكثر طلبا و توفيرا للدخل الممتاز.
    و بالفعل نجح و تخرج و أصبح مهندسا. استمر بالعمل في شركة معينة إلى أن اكتسب الخبرة و فتح شركته الخاصة و عاش في حياته كمهندس ناجح. هذا لأنه أخذ بآراء أقربائه العقلانية فحقق بذلك هدفه!
  • من جهة أخرى؛ علِي اختار الهندسة لأنه يحبها، و أكمل دراسته ليتخرج و يصبح أستاذا. و لأنه يحب تخصصه استمر في تعلمه ليحصل على الدكتوراه في علم الهندسة الوراثية. و بدأ مسيرة التوجيه و التعليم، لكن هذه المرة ليس في مدرسة حكومية ولكن في مدرسته الخاصة التي يشرف عليها. هذا لأنه اختار التخصص الذي يحبه قلبه فحقق بذلك هدفه!
  • الاثنين طالبان؛ الاثنين اختارا تخصصا واحدا؛ الاثنين عمِلا واجتهدا و نجحا مع أن الأول اختار بعقله و الثاني اختار بقلبه.

فكيف السبيل ليكون اختيارنا موفقا؟

  • أما ليلى فقد تقدم للزواج منها صديق أخيها الذي لم تكن تعرفه معرفة شخصية، لكن أخاها شجعها على القبول. فحَسَب قوله أن صديقه إنسان جيد ذو أخلاق عالية و مستقل ماديا لذلك سيوفر لها حياة هانئة. و هكذا حصل، اتفقا و تزوجا دون أن يعرف بعضهما البعض و اعتمدى على حسابات العقل.
  • لكن شيماء دائما ما كانت تخبر صديقاتها أنها ستختار الزوج الذي يريده قلبها و هذا ما حدث. تعرفت على شاب أثناء دراستها و تقبلا بعضهما بكل محاسنهما و مساوئهما و كونا أسرة جميلة كان أساسها اختيار القلب.
  • كلتا الفتاتان أمام اختيار الزوج، كل واحدة واعتباراتها، لكنهما في النهاية تزوجتا و عاشتا حياة مستقرة مع أن الأولى اختارت زوجا بعقلها و الثانية بقلبها.

الحكمة ليست في أن يكون عقلك مصدر قراراتك أو قلبك، و لكن في أن تكون أنت من الداخل مصدرا لنفسك. بمعنى أن ترى الأشياء من داخلك، ما هي الأفكار التي تحركك؟ و ما هي المشاعر التي تحيى بها؟

اليوم سنتعرف أنت و أنا على ثلاثة من أهم المشاعر التي إن اكتسبتها ستحيا الحياة الطيبة، سواء كنت من أصحاب العقول أو القلوب.

انتبه جيدا – مركز المشاعر ليس القلب فقط.

أهم 3 مشاعر لتحيا حياة طيبة

1- اليقين

بداية اليقين يتكون من ثلاث مستويات: علم اليقين، عيْن اليقين، حق اليقين. هذا موضوع آخر نفصل فيه لاحقا.

لكن ما أريدك أن تركز عليه اليوم هو أهمية أن تعيش بيقين عالي في كل الأهداف أو النوايا التي تريد تحقيقها.
ولتصل لهذا اليقين عليك أن تعلم أن وعد الله حق و هو معك ما دمت على يقين به، لأن الله يقول “إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ“.

حين تعيش مشاعر اليقين اتجاه أية غاية فأنت حينئذ تكون تعيش في حالة: الشك صفر؛ الخوف صفر؛ التردد صفر
لنعد لأمثلتنا السابقة، هل تعتقد أن أحمد كان ليصبح مهندسا ناجحا لو لم يعش اليقين في داخله بأن الهندسة هي أفضل قرار؟ و هل كان علي ليفتتح مدرسته الخاصة لو كان في داخله شك أن الشعبة التي يحبها لن تحقق له شيئا؟!

  • أن تحيى بمشاعر اليقين بداخلك يجعلك تمشي في حياتك واثقا.

ثلاث خطوات أساسية ليكون عام 2021 ناجحا

2- الصبر

انتبه جيدا الصبر الذي أتحدث عنه معك الآن ليس صبر الموروثات و الذي معناه الندب و القهر و تحمل الابتلاءات!-
إنما أشاركك الصبر الحقيقي و الذي يعني الاستمرارية، أن تستمر في تعلمك؛ في محاولاتك؛ في اجتهادك…

من السهل على الناس أن يطرحوا أفكارهم وأهدافهم، و لكن طاقتهم أقل من طاقة هذه الأهداف فلا يستمرون في السعي لأن شعور الصبر مفقود لديهم. وأغلب هؤلاء متأثرين بالثقافة الرأسمالية التي تشجع على الإستعجال و السرعة و المقارنة، في حين يقول الله “سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ“.

  •  أن تحيى بمشاعر الصبر يجعلك تحصل على المزيد.

3- البهجة

هل سمعت يوما أن البهجة هي أول وأهم خطوة نحو الوفرة؟

كل منا يسعى لحياة طيبة مليئة بالإنجازات و النجاحات، و غالبا ما يكون سعينا هذا متعبا لأجسادنا و مرهقا لأفكارنا و حتى مدمرا لنفسياتنا أحيانا.

لِم كل هذا؟

لأن الغالبية تعَوَّد على أن النجاح لا يأتي بسهولة و أنك لابد من أن تمشي في طريقك نحوه قلقا؛ متوترا؛ أو حتى حزينا. في حين أن ما يجهله هؤلاء أن السعي باستمتاع نحو الهدف هو ما يحققه لك بيسر و سهولة، و أن شعور البهجة الذي يغمرك في داخلك في كل مراحل الهدف ستضمن وصولك إليه، لأن الله يقول “فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا“.

  •  أن تحيى بمشاعر البهجة يجعلك تسعى باستمتاع نحو الوفرة.

اليقين؛ الصبر؛ البهجة، هذه ثلاثة مشاعر تجعلك تحيى الحياة الطيبة سواء عشتها بعقلك أو قلبك. فهل مازلت حائرا أيهما تختار؟

هذا رأيي، والرأي ظنّ، و الظن لا يُغني من الحق شيئا. أنت ابحث و تبَيَّنِ الحق.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

تعليق 1
  1. مريم زواغي يقول

    الله عليك

شاركني رأيك

%d مدونون معجبون بهذه: