إن اكتساب عادات يومية جديدة لن يتم إلا بالتخلي عن عادات قديمة، وواجبك اليوم أن تتفحص جيدا عاداتك ثم اسأل نفسك سؤالا بسيطا: هل تجعلني عاداتي أشعر بحالة جيدة؟
إذا كانت الإجابة ‘لا’، عندئذ يتحتم عليك البدء في عملية اختيار العادات التي تجعلك حقا بحالة جيدة.
ثلاثية الايمانيات ل عادات يومية ناجحة مستمرة
“وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ”
الإيمان ب:
- التغيير
- العادة
- النفس
كما كتبت سابقا في هذه المقالة، أنه إذا ساورتك أي شكوك حول عاداتك الجديدة فستعود مرة أخرى لقائمة أعذارك. ولكي تتخلص من هذا الشك لابد أن تستشعر نقيضه ونقيض الشك هو الإيمان.
إليك 3 ايمانات لتقويتها بداخلك وتصبح حصنا لك أمام كل شك.
الإيمان بالتغيير
“إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ”
كنت أشاهد بثا مباشرا على الانستغرام وكانت الدكتورة تتحدث عن التغييرات الكبيرة التي سيشهدها الكون بأكمله.
تغييرات قد تكون صادمة ولا يستطيع العقل البشري أن يتقبلها الآن. فعلقت عليها إحدى المتابعات، أنها خائفة من هذه التغييرات. لتجيبها الدكتورة ‘إذن من الأفضل أن تغلقي الهاتف والتلفاز وتنعزلي بعيدا، وتخبري الجميع أنا لا أريد أن أرى ولا أريد أن أسمع و لا أريد أن أعرف أي شيء، حتى تضمني أن لا يصلك أي تغيير’.
فإن كنت مثل هذه السيدة وتملك خوف داخلي من التغيير، اقترح عليك أن تبقى مبتعدا حتى لا تعيش صراعا بين عقل يخبرك أن تتغير وعقل آخر يخبرك أن تظل في مكانك!
- قانون الإيمان من أقوى القوانين الكونية الرئيسية التي تحكم نظام الحياة.
الإيمان بالتغيير ليس مجرد رغبة في انتقالك من مرحلة إلى أخرى. بل هو يقين وحزم وهو مشيئة وإرادة تأخذ بها خطوات عملية ليكون هذا التغيير الذي تسعى إليه حقا فتراه بعينك المجردة.
الإيمان بالعادة
“الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ”
- الذين آمنوا: الأشخاص الموقنين بالله حق اليقين شعوريا من الشيء.
- عملوا الصالحات: الأشخاص الذين وصلوا إلى اليقين عبر التجربة المتكررة.
مع أنك بعض الأحيان تكون مؤمنا بالهدف الذي تسعى إليه و بالتغيير الذي تريده ولكنك تشك في المسار الذي تسير فيه وفي الخطوات التي تأخذها.
الحل المختصر المفيد: غير الطريق؛ غير الوسيلة؛ غير العادة… حتى تجد ما تؤمن به فعلا أنه السبيل للتغيير الذي تريده.
فقد تكتسب عادة الاستيقاظ باكرا لأنك سمعت عن أهميتها في الوصول إلى حياة ناجحة. لكن أنت من داخلك غير مؤمن بهذه العادة، وفي كل صباح يساورك الشك عن سبب استيقاظك. بل البعض منكم قد يحب السهر ويكون أكثر انتاجا وأكثر ابداعا بالليل، ليغيب الإيمان بهذه العادة فتفقد تجلي فوائدها.
الإيمان بالنفس
“قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا”
ستسألني الآن ولكن يا زهرة، ألم يكن من المفترض أن يأتي الإيمان بالنفس أولا ثم الإيمان بالتغيير والعادة؟
افتراضك صحيح، لكن الأصح أن تتيقن أنه مهما بدا لك الإيمان بالتغيير والإيمان بالعادة مهما واستطعت تحقيقهما فالشك في النفس سيخرب كل الإيمانيات السابقة.
حين يخبرني أحد أصدقائي أنه يريد أن يتطور على مستوى الوعي وتغيير عاداته، أحس في داخله فعلا بإيمان عميق بالتغيير. فاقترح عليه بضع أشياء ليقوم بها من بينها اكتساب عادة المطالعة.
وبالفعل هو يتأكد من أن الكتب وقرائتها بشكل يومي هي أحد مفاتيح التغيير ويؤمن بدورها الفعال.
ومع مرور الوقت اكتشف أن السبب في عدم تقدم صديقى هذا هو إعطاءه أهمية زائدة لعملية التغيير هذه ولعادة المطالعة أكثر من الأهمية التي يعطيها لنفسه.
انتبه جيدا قد يبدو كلامي الأخير متعارضا مع ما كتبته لكن أبقي ذهنك منفتحا.
كيف تكون خالقا ل عادات يومية ناجحة؟
أنت كذات أسمى أهم من التغيير الذي تريد الوصول إليه. وأهم من كل العادات اليومية التي تريد اكتسابها مهما بدت صعبة وضرورية.
لماذا؟ لأنك أنت من سيقوم بها!
لولا وجودك على هذا الكون لم تكن العادة لتخلق. فأنت في اللحظة التي تقرر فيها اكتساب عادة جديدة أنت هنا هو خالق هذه العادة.
على اليوتيوب أو في بعض المحاضرات ستسمع أنك إن لم تكتسب بعض العادات اليومية المعينة لن تنجح، وأنك لابد من أن تتعب لتكتسبها.
أنا لا أقول أن العادات غير مجدية ولكني أقول آمن بنفسك أنك أنت صانع هذه العادة قبل أن تؤمن بأهميتها.
شاركتك اليوم ثلاث إيمانات إن امتلكتها ستمتلك القدرة على قياس درجة تغيرك في أي اتجاه تريده في هذه الحياة الجميلة.
- ترمومتر التغيير هو العادات و ترمومتر العادات هو الإيمان.
- آمن بالتغيير؛ آمن بالعادة؛ والأهم آمن بنفسك.
إليك حكمتي
إيجاد العادات التي تجعلك في حالة جيدة شبيه بالتناغم مع نداء روحك. وتذكر أن روحك تعرف بواباتها، ومن بين هذه البوابات العادات الجيدة لك أنت دون غيرك.
أنتظر رأيك بكل حب 💚
[…] تعلم المزيد الآن […]