من أهم أسباب النجاح الاستعداد وسبب رئيسي لفشل أغلب الفاشلين أنهم قاموا بعمل شيء لم يستعدوا له.
طوال شهر دجنبر كان تركيز 30% من الناس على التفكير في 2022 بما حملته لهم من أفراح وأتراح، وأيضا تفكيرهم كان منصبا تجاه 2023 وما الذي ستحمله.
إذا كنت تتساءل عن 70% المتبقية، فلا أريد أن أظلمهم كافة وأقول أنهم نائمين، مع ذلك فهم في سبات بين عدم التخطيط وبين آهات الماضي. ـ هذه نسب تقديرية من عندي ـ
شخصيا، كان شهر 12 فرصة كبيرة كعادته للاستعداد لـ 2023.
كانت الفكرة الأساسية هي السفر لمكاني المفضل والقيام بما اعتدت عليه من خطوات، لكن مع مباريات كأس العالم في قطر وكل ما كان يدور حوله من شعور الحماس والبهجة والفرح فقد تأجلت رغبتي لوقت لاحق.
لا أريد لهذا المقال أن يكون مجحفا خصوصا بعد انقطاع طويل عن التدوين على حكمتي والتواجد في انستغرام أيضا.
قد يكون صادما لك ما سأقوله، أنا لا أفضل كثيرا العودة لما حدثت في العام كاملا والتفكير فيه! غالبا لا أراجع ورقة أهدافي أو نواياي للسنة الفارطة.
أكتفي بمعرفة شعور الحالي مع نهاية 2022، الأهداف الكبيرة أو التغيرات الكثيرة تكون واضحة في عقلي وأتذكر إن عشت موقفا صعبا وما تعلمته منه. هذا فقط! ثم أمضي لـ السنة الجديدة.
إليك 5 دروس من 2022
- مشاكل الآخرين هي اختبارات لهم، توقف عن التفكير فيها. ـ طالما المشكل لا يمسك ـ
- حماية جسدي المادي والطاقي أولوية قصوى.
- التقليل من اللقاءات العشوائية أو التي تتطلب تحضيرات خارجية كثيرة.
- أي شيء متأخر أو مؤجل فهو مرض جسدي أو ثقل مشاعري تجذبه إليك.
- كل شخص يفكر في نفسه أولا مهما بدى لك العكس؛ وأعني حرفيا كل شخص!
أهم 5 معلومات 2022 التي اعتبرها قفزة في الوعي
1ـ لا تبدأ شيئا وأنت لن تقوم بإنهائه. صحيح، أني تحدثت مثلا عن عدم إكمال الكتاب في حال لم يعجبك! لكن هذه مرحلة مختلفة ومتطورة. العقل اللاواعي كلما بدأت له بشيء سيبحث هو عن النهاية وبالتالي سيستنزف طاقتك. الحديث هنا عن الأفلام أيضا!
2ـ الفرص لا تضيع. من أكثر ما كان يشغل بالي هو ضياع فرصة عمل أو علاقة معينة أو سفرة لمكان كنت أود الذهاب إليه. الحقيقة تقول كل ما تعتبره ضائعا فهو لم يكن ضمن طاقتك وما كان ليفيدك. هذه المعلومة تريح البال أكثر مما تتخيل!
3ـ لا وجود لخدعة الوقت. تحتاج هذه الفكرة لشرح معمق، سأكتفي بقول أن ما لم تجد له الوقت فهو ليس ضمن أولوياتك فحسب. اعكس هذه الجملة على كل الأشخاص الذين يتعذرون لك بكذبة لم أجد الوقت! البشر اخترعوا الساعة لتنظيم أعمالهم لكن سقطوا في خدعته.
4ـ خروج شخص من حياتك هو أفضل شيء حدث لك. من الصعب أن تؤمن في لحظة الانفصال أن هذا أفضل قرار، مع ذلك ستفهم الرسالة كلما اسرعت في تقبل هذا الانفصال. خروج شخص قديم هو دعوة لدخول شخص جديد، وانتظار القديم ليعود مجددا هو إغلاق لكل الاحتمالات المستقبلية القادمة.
5ـ لكل نية اختباراتها ورسائلها الصعبة والسهلة. الكثير وخصوصا خلال بداية السنة الجديدة يطلق النوايا لكنهم لا يعرفون أن هذه النية سيلحقها مجموعة من الاختبارات القوية. حين تطلق نية الوفرة المادية أو الحصول على المال فأول من ستقابله هو سارق أو مستغل لما تملكه حاليا. حين تطلق نية الصحة فقد تواجه مرضا أو وعكة صحية لترفع من انتباهك.
عام 2022 كان بالنسبة عام تغييرات فكرية ومشاعرية كبيرة. أؤمن أن كل معلومة تغير شعورا واعتقادا راسخا في الداخل لذلك ليس الجميع مستعدا للتغيير.
المعلومات التي شاركتها معك هي القابلة للمشاركة وهي كفيلة بتوسيع مداركك لعام 2023.
هذه المعتقدات الجديدة كانت انطلاقة لي لتغيير طريقة وضعي للنوايا والأهداف لعام 2023. شاركت معك سابقا الكثير من الطرق العملية وشرحت لك بالتفصيل ما هي النوايا وكيف تطلقها.
تستطيع الاطلاع على هذه المقالات لشرح أكثر!
كيف تستقبل 2023؟
- تخلص من كل العوائق وأنهِ الملفات المفتوحة.
- اختر نية واحدة شاملة لعام 2023.
- تفاعل مع رسائل الكون لك ولا تضع خطة معينة لنيتك.
- إسأل نفسك ما هو خطك الزمني وضع أهدافك وفقا له.
- كل هدف يجب أن يكون واضحا لديك لماذا تريده وكيف سيتحقق وما شعورك تجاهه.
لدي ملف مفتوح منذ سنتين وإلى الآن أسعى لإغلاقه ولن أخفيك الكم الهائل من التعب والتفكير الثقيل الذي يشعرني إياه. أسعى حاليا لإنهائه قبل 2023، إن لم أنجح، لا يوجد بديل يجب أن يغلق ههه!
ما هو خطك الزمني؟
هناك فئة من الناس تستطيع أن تضع خططا للسنوات الخمس القادمة أو على الأقل للثلاث سنوات. هنا ليس المقصود بالضبط خطط مرسومة وبيانات وجداول، لا! مجرد قولك أنا بعد 3 سنوات سأكون صاحب مشروع وامتلك شقتي الخاصة أو أنا سأكون متزوجة ولدي طفلي الأول وسأسميه على اسم والدي… كل هذه عبارة عن خطط ونوايا وأهداف سواء كانت مكتوبة أو لا.
ما سأشاركه معك لا يعني أن طريقتك أنت في كتابة الأهداف خاطئة أو طريقة الآخرين خاطئة. أنا أشاركك ما سأطبقه لأني استشعرت معه راحة ووضوح أكبر، وهذين الأخيرين من أهم المشاعر بالنسبة لي.
كل الأهداف التي تريد تحقيقها والتي في وعيك أو اللاوعي لديك هي عبارة عن ثقل يؤخر تطورك. قد أتحدث عن هذا بالتفصيل لاحقا لكن دعني أشاركك كيف تكتب أهداف 2023.
إذا فكرت بينك وبين نفسك، ما هي أقصر مدة زمنية تستطيع ضبطها بمخيلتك؟ هل تستطيع التفكير بوضوح كبير من الآن لغاية نهاية 2023؟ هل صورتك الزمنية تصل لسنة كاملة؟ أو ربما 8 أشهر فقط؟ أو 6 أشهر؟
- إذا كنت طالبا فستقول مثلا، أنا أرى نفسي على نهاية العام نجحت وحصلت على الشهادة، هنا خطك الزمني هو سنة كاملة.
- إذا كنت ربة بيت فستقولين مثلا، أنا تفكيري دائما ينصب لنهاية الشهر، هنا خطك الزمني هو شهر واحد.
- إذا كنت تعمل في عملك الخاص فخطك الزمني سيرتبط بمهامك، 6 أشهر، 3 أشهر..
ما الفائدة من الخط الزمني؟
- ستعيش اللحظة الحالية.
- سيرتفع تركيزك.
- ستستغل طاقتك الكاملة في هدف واحد.
- ستتضح لديك الرؤية.
- ستكون أكثر مرونة وانتباها.
حين تكتب أهدافك وفقا لـ 6 أشهر القادمة مثلا أو الأربع أشهر القادمة فكل ما تملكه في ذهنك هو هذه الفترة ولن يتملكك القلق لما هو قادم.
سأكون سعيدة لمن يطبق هذا الأسلوب وأنا أؤمن أني سأراه ينتشر خلال السنوات القادمة.
كل الأفكار السابقة لا تنطبق على أصحاب الأعمال ذوي الموظفين، هذه الفئة تحتاج لدراسة معمقة وتخطيط طويل المدى.
أنت الوحيد القادر على تحديد نواياك وأهدافك المناسبة لك. ستجد اقتراحات كثيرة ونصائح متعددة طوال هذه الفترة، مع ذلك أنت تعرف الشعور الذي تريد عيشه خلال 2023.
لدي إحساس أني سأعيش شعور النضج المالي أكثر خلال العام القادم مع وضوح وراحة أكبر تجاه ما لا أريده وما سأسعى إليه. وأنت ما هو شعورك تجاه 2023؟
تذكر:
- إنهاء أبسط التفاصيل سينهي لك أكبر الأهداف.
- استحقاقك ستعيشه ولن يضيع منك.
- الماضي والمستقبل خدعة، الآن هو الحقيقة.
- لا تنتظر شخصا غادرك.
- لا تطلق نية أنت غير مستعد لها.