الكتاب خير جليس … الحكمة الناقصة!
لا يوجد إنسان عربي قارئ لا يحفظ هذه الجملة ‘ الكتاب خير جليس ‘. ليس لدلالتها البالغة وإنما لأنها تكررت على مسامعنا مرات كثيرة، و كما يقال الشيء المكرر يبقى عالقا في الذهن!
كلما تحدثت مع شخص عن الكتب أخبرني أن الكتاب هو الصديق الحقيقي و هو الونيس و خير جليس… وتابع أنت مشتقات هذه الكلمات.
لكن بما أننا في الحياة الواقعية، فكلنا يعرف كيف تكون الصداقات البشرية و كيف تنشأ وكيف تستمر.
قد تتعرف على شخص في دورة تدريبية، فهل سيصبح صديقك منذ اليوم الأول؟
لا أبدا!
أنت ملزم على التواصل معه لمدة طويلة والتعرف عليه و على ميزاته و عيوبه، لتقارن أوجه الاختلاف و التشابه بينكما.
وأهم شيء أن تستشعر راحتك معه ثم تقرر بعد ذلك، هل يصبح صديقك أم لا؟
نفس الشيء بالنسبة للكتب، مهما انتشر أن الكتاب خير جليس ، فلا بد من المرور على عدة مراحل حتى يصبح هذا الكتاب صديقك.
كيف يصبح الكتاب خير جليس لك؟
- المواظبة على القراءة.
- القدرة على اختيار الكتب المناسبة لك.
- امتلاك وعي القراءة.
كيف تكون صداقة الكتاب؟
قلما فهم البعض كيف يكون الكتاب صديقا مخلصا، فصداقة الإنسان لشبيهه الإنسان شيء وصداقة الكتاب للإنسان شيء آخر!
أنت حين تحدث صديقك الإنسان مهما كان هذا الإنسان مقربا منك و متفهما لك وواعيا بكل المفاهيم والمواضيع، أنت قد لا تتجرد أمامه من كل الزيف والتصنع، ليس تكبرا ولكن خوفا من الأحكام وردات الفعل المباشرة.
فقد يخبرك بشيء يشعرك بالغضب لكنك تختار كتمان هذا الغضب أمامه حفاظا على مكانتك. وقد تسمع منه خبرا مفرحا لكنك لا تستطيع أن تعبر عن فرحك بكل حرية كأن تصرخ أو ترقص…
لكن عند الحديث عن صداقة الكتاب، فابعتباره كائنا جامدا تعطي لنفسك الحق في أن تكون حقيقيا أمامه.
تبكي عند قراءة قصة محزنة، و تحس بالغضب عند مطالعة معلومة مست شيئا معينا داخلك…
مع أن البعض منكم قد يعارض هذه الفكرة، ولكن مع أن الكتاب عنصر جامد ظاهريا إلا أنه مليء بطاقة كاتبه والكلمات الموجودة بداخله.
والتي ليست مجرد حروف، و إنما هي مشاعر هذا الكاتب التي عاشها طوال فترة إنتاج هذا المؤلف الذي بين يديك.
صداقة الكتاب ليست في كونه ونيسا لوحدتك، ولكن لكونه يدفعك لتكون حقيقيا، لتكون أنت!
بلا شك ، لدى زهرة أصدقاء مخلصين، إستحقوا أن يكونوا كذلك..
هل يمكنك أن تعطينا إسم من هؤلاء الأصدقاء ؟؟
لطيفة