حين تفقد حياتك فأنت لم تمت
يقول أينشتاين “يبدأ الإنسان بالحياة، عندما يستطيع الحياة خارج نفسه”. و من مقولته هذه استلهمت حكمة اليوم “حين تفقد حياتك فأنت لم تمت”.
غالبا حين يطرح سؤال مفاده هل تتفق مع فلان ويكون فلان هذا شخصية معروفة نتردد في رفضنا لفكرته لأنه إنسان معروف أو عالم غير مجريات التاريخ.
في حين أنه إنسان وأنت لك الحق في مناقشة فكرته كيفما كانت دون الدخول في حالة إصدار الأحكام.
وهنا يقع الاغلبية في الفخ نتحول من مناقشة الأفكار إلى مناقشة الأشخاص فتكون النتيجة اننا اصدرنا حكما على الناس.
إن كنت من متتبعي كتاباتي ستلاحظ أنني تحدثت كثيرا عن إصدار الأحكام. ليس لأنه ليس لدي ما أكتب عنه! و لكن لأني تعلمت أنه كلما حكمت على شخص يعود علي هذا الحكم.
لهذا تذكر أنت لا تحكم على الآخرين بقدر ما تحكم على نفسك.
كيف تشتري الوهم حين تفقد حياتك ؟
لا أحد يستطيع الحياة خارج نفسه لأن أصل الحياة أنها موجودة بداخلك. لكن المعنى كأن تقول أنك لن تعرف قيمة الشيء إلا عندما تفقده!
فأنت حين تفقد حياتك ليس بمعنى الموت ولكن بمعنى أن تعطي أداة التحكم في حياتك لشخص آخر. وهكذا ستضطر للعيش خارج نفسك والبدء في تجربة حياة يحركها شخص آخر من أجلك!
حين تفقد حياتك تكون مستعدا لارتداء عباءة شخص آخر. تكون مستعدا للإيمان بما يؤمن به، فتسقط بذلك معتقداته على نفسك.
الزوجة حين تفقد حياتها فهي تعطي للزوج حرية التحكم فيها و في اختياراتها و العكس أيضا.
لا ترتدي إلا ما اختاره و لا تكلمي إلا من أسمح له…
وإن كنت ابنة… لا تتزوجي إلا من اخترته لك ولا تدرسي الا الشعبة التي أريدها. لماذا؟ لأني حين كنت في سنك حلمت أن أصبح طبيبا ولم اتوفق، ولذلك أريد أن أراك تحققين حلم طفولتي.
حين تفقد حياتك فأنت لن ترى الحياة الحقيقية و إنما سترى الوهم الذي يبيعه الشخص المتحكم فيك.
كثيرا ما رأيت نساء معنفات لا يخرجن إلا بشق الأنفس و لا يستمتعن بأدنى طيبات الحياة حتى ثلاجة الأكل مقفلة بالقفل.
وحين أطرح السؤال: لماذا لازلت مستمرة يكون الجواب صادما، إنه يحبني!
وهل الحب قمع؟ وهل الحب إكراه و تجبر؟ سلطة وتحكم؟
هذا يسمى بيع الوهم و بالمغربية ‘بيعني العجل’…
مع هذا أعود لأعترف أن الحياة اختيارات وأكبر اختيار لك الحق فيه هو اختيار الحياة بذاتها.
أن تختار بنفسك التحديات التي ستتجاوزها و الاختبارات التي ستمر منها.
أن تختار بنفسك من تحب ومن تحدث ومتى تأكل ومتى تصوم…
الحياة اختيار بين أن تمتلكها أو أن يتملكك شخص آخر.
جيد…أرغب في أن أفقد نفسي…أطلب منك أن تحومي بأفكار مبدعة و مضمونها هي أن الحياة الجديرة بالعيش ، هي خارج الحياة المألوفة المريضة المميتة…
شكرا لك كثيرا
شكرا على تعليقك محمد
وانا اخترت ان اكون سيدة حياتي زهرة
تستاهلين كل الخير مريم 💚