أغنى رجل في بابل: كيف يمكن أن يتعامل المستثمر المعاصر مع موارده المالية؟
كتاب: أغنى رجل في بابل
- مراحل مراجعتي لكتاب أغنى رجل في بابل :4
- مقدمة عامة.
- فصول الكتاب مع مشاركتي لكم أكثر الأفكار أهمية في كل فصل.
- حكمة الكاتب لك -انت وحدك-
- حكمتي من الكتاب.
- الكاتب: جورج كلاسون
- الفئة: المال والثروة
- عدد الصفحات: 159 صفحة
- عدد أجزاء الكتاب: 11
- اللغة الأصلية: الإنجليزية
.لقد قوض الدهر أسوار بابل الضخمة وحولها إلى رماد، ولكن حكمة هذه المدينة ستبقى و لن يمحوها الزمان
لقد بدأ الأمر بحلم…
لم يكن ‘كوبي’ على عادته هذا اليوم وهو يحدث صديقه العزيز ‘بانسر’ كيف أن حلما رأى فيه نفسه أنه رجل غني. قد غير نظرته لحياته التي يملأها التعب و العمل اليومي الشاق دون .الوصول إلى وفرة مالية أو راحة نفسية
.”إنني أتمنى أن أصبح رجلا ثريا…أن أملك أراضي وأنعاما… أن يكون لدي ملابس رائعة و مال كثير في كيس نقودي. و أنا مستعد للعمل جاهدا من أجل الحصول على هذه الأشياء…”
.لم يخف الصديق ‘بانسر’ بعد سماعه كل هذا رغبته أيضا في تحقيق حلم الثراء
.مجيزا أنه ربما هناك بعض الأسرار التي يمكن أن يتعلموها إذا طلبوا ذلك ممن هم على دراية بها
.وهنا قرر الصديقان أن يتوجها إلى ‘أركاد’. صديقهم القديم بعد أن أصبح الآن أغنى رجل في بابل لأخذ النصائح الحكيمة في الثراء
القوانين الأساسية التي تحكم بناء الثروة
العمل الجيد يأتي بالخير للرجل الذي يقوم به على نحو جيد بل ويجعله رجلا عظيما.
استقبل أغنى رجل في بابل ‘أركاد’ أصدقائه بترحاب كبير و فتح لهم أبواب حكمته كرجل واسع المعرفة
في بداية اللقاء كان لزاما على ‘أركاد’ أن يذكر أصدقاءه بأسباب الفقر والإفلاس لكي يتجاوزوها و الخصها لكم كالآتي:
- الأشخاص المبذرين يعيشون وفق شهواتهم ورغباتهم الغامرة التي أصبحوا لا يملكون القدرة على إشباعها.
- الأشخاص البخلاء يدخرون أموالهم خوفا من تبديدها و يحكمون على أنفسهم بالجوع و البؤس.
كيف أصبح ‘أركاد’ مالكا لكل هذه الثروة؟
الحقيقة أن ‘أركاد’ لم يكن ابنا لعائلة غنية ولا حتى تلقى تعليما مميزا عن أصدقائه. ولكن رغبته الجامحة في العيش بسعادة واطمئنان جعلته يبحث عن طريقة لتحصيل هذه الرغبة و كانت الإجابة: الثروة.
الثروة هي القوة. بها يمكن تحقيق الكثير من الأشياء.
الوقت والدراسة هما الوسيلتان اللتان امتلكهما ‘أركاد’ في بداية مشواره مع الثروة وقد قرر أن يستثمرهما كل يوم.
أثناء عمل ‘أركاد’ كناسخ في دار المحفوظات، التقى ‘الجاميش’ التاجر الثري.
و قد قرر صديقنا ‘أركاد’ أن يسأله: “أخبرني كيف أصبح غنيا مثلك؟” وكان الجواب مقابل أن ينهي ‘أركاد’ نقش الألواح التي طلبها التاجر في ليلة واحدة .
1 – احتفظ بجزء من إيراداتك
لابد أن تحتفظ بجزء من أيراداتك ويجب ألا يكون هذا الجزء أقل من العشر مهما كانت إيراداتك متواضعة.
ربما يكون هذا العشر أقل مما تستطيع تحمله، ولكن يجب أن تدفع لنفسك أولا.
لا تشتر من صانع الملابس وصانع الأحذية أكثر مما تستطيع أن تنفقه من الباقي بعد خصم العشر واعمل على ادخار ما يكفيك من أجل ضروريات الحياة.
تذكرني نصيحة ‘الجاميش’ هذه بما شاركه روبرت كيوساكي في كتابه الاب الغني و الاب الفقير، الدرس السابع حيث اعتبر تسديد التزامات الجميع اولا من العادات السيئة للفقراء.
لقد عزم ‘أركاد’ على العمل بكلام التاجر بعد أن بدأ كلامه معقولا جدا له.
ففي كل مرة يدفع له فيها مال يأخذ قطعة نقدية من كل عشر قطع نحاسية ويخفيها بعيدا وقد أصبح مقتصدا في نفقاته وبدأت مدخراته في النمو.
بعد عام من لقائهما عاد ‘الجاميش’ ليقابل تلميذه سائلا اياه إن اتبع نصيحته، وبالفعل أجابه بالايجاب.
أي شخص يدخر عشر إيراداته بطريقة منتظمة ويستثمر هذه المدخرات بحكمة سينشئ بالتأكيد ممتلكات ذات قيمة ستعمل على توفير دخل له في المستقبل، بالإضافة إلى توفير ضمان أمن لعائلته في حالة وفاته.
2 – استشر أهل الخبرة
الجاميش: ماذا فعلت بالأموال التي ادخرتها؟
أركاد: أعطيتهم إلى صانع القرميد، والذي أخبرني بأنه سيشتري جواهر ثمينة أثناء سفره ثم نعيد بيعها.
الجاميش: لابد لكل أحمق أن يتعلم من حماقته. لماذا وثقت في دراية صانع القرميد بالمجوهرات؟
هل ستذهب إلى الخباز كي تستفسر منه عن أحوال النجوم؟! لا. من البديهي أن تذهب الى عالم الفلك.
- إن أردت أن تعرف كل شيء عن الأغنام فاذهب إلى راعي الغنم.
- إن أردت النصيحة بشأن الجواهر فاذهب إلى تاجر المجوهرات.
إن النصيحة شيء من السهل على الناس منحه، لكن تأكد من أنك لاتاخذ من النصائح إلا ما يستحق أن تاخذه.
فالمرء الذي يتلقى نصيحة بشأن مدخراته من شخص ليس لديه أي خبرة في هذا المجال، سيخسر كل هذه المدخرات.
لهذا اختر معارفك جيدا
الإنسان الذي يطلب نصيحة الرجال الأذكياء في التعامل مع المال سريعا ما سيتعلم، ليس فقط كيفية عدم تعريض ثروته للخطر
ولكن أيضا كيفية الحفاظ عليها بأمان وكيفية الإستمتاع بطريقة مرضية بزيادتها.
3 – حافظ على ثمار مدخراتك
بعد اثني عشر شهرا أخرى جاء ‘الجاميش’ إلى دار المحفوظات، ووجه كلامه لأركاد قائلا: “ما التقدم الذي حققته منذ آخر مرة رأيتك فيها؟”.
فأجابه: لقد حرصت على أن أدفع لنفسي ولقد أعطيت كل مدخراتي إلى ‘أجار’ صانع التروس كي يشتري البرونز، وهو يعطيني حصتي في الأرباح كل أربعة أشهر.
الجاميش: هذا جيد. ولكن ماذا تفعل بهذه الأرباح؟
أركاد: أصنع لنفسي مأدبة كبيرة مليئة بالعسل و أنواع الشراب…
الجاميش: ضاحكا؛ إنك تأكل ثمار مدخراتك!
كيف تأمل أن تعمل هذه الثمرات لصالحك؟
كيف يمكنها أن تنتج ثمارا أخرى تعمل أيضا لصالحك؟
احصل لنفسك أولا على جيش من العبيد الذهبيين أي من القطع الذهبية، وبعد ذلك سيكون بإمكانك أن تستمتع بالكثير من الموائد الشهية.
كيف افهم المال؟
إن المال في واقع الأمر مثل العامل الراغب في العمل، وهو متلهف دائما للتضاعف عندما تسنح له الفرصة بذلك. وبالنسبة لكل إنسان يمتلك مقدارا وافرا من المال المدخر، فستأتيه الفرصة كي يستخدمه في أكثر الاستثمارات ربحا وبمرور السنين فإن هذا المال سيتضاعف بطريقة مذهلة.
بإيجاز ثلاثة دروس لتحقيق الثروة من التاجر ‘الجاميش’
- تعلم كيف تعيش بنفقات أقل مما تكسب.
- تعلم أن تطلب النصيحة فقط من المؤهلين لذلك.
- تعلم كيف تجعل المال يعمل لصالحك.
أليس من الحكمة الإستمتاع بالحياة مادامت تشرق علينا الشمس؟
في نهاية اللقاء الأول للأصدقاء مع أغنى رجل في بابل، يكون ‘أركاد’ قد فتح أعينهم على أهم حكم الحياة في بناء الثروة بشكل بسيط يسهل العمل به.
أي من الدروس السابقة نالت انتباهك؟
“استمتعوا بحياتكم التي تعيشونها، لا ترهقوا أنفسكم أو تحاولوا أن تدخروا أكثر من اللازم.
إذا كان بامكانكم إدخار عُشر إيراداتكم بدون أن ترهقوا أنفسكم فكونوا قانعين بهذا الجزء، واعملوا على العيش طبقا لهذا الدخل و لا تتصرفوا بشح ولا تخشوا الإنفاق. إن الحياة جميلة و مليئة بالأشياء الجديرة بالاهتمام و الأشياء التي من الممكن الاستمتاع بها”،أركاد.
الطرق السبعة للتغلب على المحافظ الخاوية
حكمة الشيوخ كالنجوم الراسخة التي تلمع ولا يتبدد نورها.
عاشت شهرة بابل طويلا ووصلت سمعتها إلينا عبر العصور. إذ أن ثراء هذه المدينة كان نتاجا لحكمة أهلها لكنها لم تكن دوما كذلك.
بعد رجوع ملك بابل من الحرب و انتهاء بناء قنوات الري و الحصون العظيمة، وجدت المدينة نفسها في ركود اقتصادي و أصبح أهلها يعيشون حالة من الكآبة. و هذا يرجع في نظر الملك إلى أن قلة من الرجال فقط هم من يعرفون كيفية احراز الثروة بينما العامة من المواطنين يفتقرون إلى المعرفة فيما يتعلق بكيفية الحفاظ على أي جزء من المال الذي يكسبونه.
ولكي يجعل الملك من بابل أغنى مدينة في العالم استدعى أغنى رجل في بابل؛ صديقنا ‘أركاد’ بعد أن بلغ 70 من عمره لكي يقدم دورات في تحقيق الحرية المالية لمجموعة من المدرسين و بدورهم سيعلمون آخرين.
الطريقة الأولى: إبدأ بملأ محفظتك
في بداية فصله تأكد ‘أركاد’ من سؤال تلاميذه عن الحرفة التي يشتغلها كل واحد منهم. حتى يدركوا أن هناك العديد من الحرف والأعمال التي يمكن للإنسان أن يحصل عن طريقها على المال.
“يسأل أركاد: “اذا اخترت سلة من السلال ووضعت فيها عشر بيضات كل صباح، و أخرجت منها تسع بيضات كل مساء فما الذي سيحدث في آخر الأمر؟
.”يجيب تاجر البيض: “ستمتلئ عن آخرها بمرور الوقت
“أركاد: “لماذا؟
.”التاجر:” لأني في كل يوم أضع فيها أكثر مما أخرجه منها
هل وصلتكم حكمة المثال؟
من كل عشرة عملات معدنية تضعونها في محافظكم أخرجوا تسعا منها فقط للاستخدام. و ستجدون أن محافظكم قد بدأت في الانتفاخ فجأة. ووزنها المتثاقل يشعرك بالتحسن و سيجلب لكم الرضى و الإرتياح. أركاد: أي الاشياء ترغبون في تحقيقها أكثر من غيرها؟
هل الرغبات اليومية التي تودون إشباعها كالمجوهرات. و ثوب مبهرج جميل و طعام أكثر و غيرها من الأشياء التي سريعا ما تتلاشى؟
أم أنها الممتلكات الضخمة كالذهب و العقارات و الإستثمارات التي تحقق دخلا؟
إن المال الذي تاخذونه من المحفظة هو الذي يحقق لكم الرغبات الأولى. أما المال الذي تتركونه فيها فهو ما سيحقق لكم الرغبات الثانية
ما جوابكم اصدقائي؟ شاركوني في خانة التعليقات.
الطريقة الثانية: تحكم في نفقاتك
كيف يمكن للإنسان أن يدخر عشر ايراداته في حين أن كل ايراداته لا تكفي لتلبية نفقاته؟
لا تخلطوا بين النفقات الضرورية ورغباتكم الشخصية. فكل واحد منكم هو وعائلته لديه من الرغبات أكثر مما تستطيع إيراداته تلبيتها. لذا فإنكم سوف تنفقون مكاسبكم لتلبية هذه الرغبات مهما زادت هذه المكاسب ورغم ذلك سوف يظل هناك الكثير من الرغبات التي لا يمكنك اشباعها، يقول ‘اركاد’.
- ادرس بتعمق عادات الإنفاق لديك. ربما تجد أن هناك نفقات معينة يمكن تقليلها أو حتى التخلص منها بعقلانية.
- اختر مذكرة أو اكتب كل شيء ترغب في شراءه، ثم اختر الأشياء الضرورية التي يمكن تلبيتها في إطار تسعة أعشار فقط من دخلك ثم احذف الرغبات الباقية.
- ضع ميزانية لنفقاتك الضرورية ولا تلمس العشر التي تضعه في كيس نقودك، و اجعل ادخار هذا العشر هو رغبتك الأكبر و التي لابد أن تعمل على تلبيتها واستمر على تعديل ميزانيتك حتى تتوائم مع احتياجاتك.
الطريقة الثالثة: اعمل على إنماء ثروتك
كيف أجعل المال الذي امتلكه ينمو ويتزايد؟
إن ثروة الإنسان لا تكمن في المال الذي يحمله في كيس نقوده بل تكمن في الدخل الذي يصنعه.
الدخل الذي يمدنا بالمال دائما سواء كنت تعمل أو تسافر.
اعطى ‘أركاد’ طلابه مثالا حيا عن كيفية صنع إيرادات معقولة من دخلك.
قام أحد المزارعين عندما ولد له ابنه الأول بمشاركة أحد التجار في تجارته بعشر عملات فضية، و طلب منه أن يدخرها بارباحها لإبنه حتى يصبح في سن العشرين و كانت هذه العملات العشر تحقق أرباحا تصل إلى ربع قيمتها الأصلية.
و عندما وصل الإبن إلى سن العشرين، قد تزايد المبلغ عن طريق الأرباح المركبة وأصبحت العملات الفضية العشرة ثلاثين قطعة و نصف. و في سنه الخمسين وصلت إلى مائة وسبع وستين عملة فضية.
- وظف كل ما لديك من مال كي ينتج ربحا يساعدك في تكوين مورد مالي ثابت خاص بك.
الطريقة الرابعة: حافظ على ثروتك من الضياع
هل من الحكمة أن تخدعك المكاسب الكبيرة في حين يكون هناك احتمال خسارة رأس مالك؟
لا.
“قبل أن تتخلى عن ثروتك ‘مدخراتك’ لابد و أن تدرس بحرص شديد كل درجات الأمان المصاحبة لهذا الاستثمار. و التي تضمن انك سوف تسترد هذا المال و لاتجعل رغباتك الخيالية في الحصول على الثروة تخدعك”، أركاد.
- من الحكمة أن نحافظ أولا على المبالغ القليلة و نتعلم حمايتها قبل أن يصبح فى إمكاننا كسب مبالغ أكبر.
- من الحكمة أن تلتمس النصيحة من أصحاب التجارب في التعامل مع المال للحصول على الأرباح.
الطريقة الخامسة: اجعل منزلك استثمارا مربحا
زراعة الزهور تبهج قلب المرأة و الفضاء الواسع للعب يفرح الأطفال.
على عكس ما أشار إليه روبرت كيوساكي في كتابه الأب الغني و الأب الفقير بكون الحصول على منزل هو مجرد التزام يثقل كاهلك بالمصاريف فإن أغنى رجل في بابل ينصح تلاميذه بأن يستثمروا جزء من أموالهم في ابتياع منزل خاص بهم.
فما رأيك أنت؟ هل تفضل امتلاك منزلك الخاص أم أن تستثمر في شيء آخر؟
يشرح ‘أركاد’: “لن تستطيع أي عائلة أن تستمتع بحياتها تماما ما لم تمتلك قطعة أرض. حيث يستطيع الأولاد اللعب في أرض نظيفة و تتمكن الزوجة من أن تزرع… ولكي يمتلك الرجل منزلا خاصا به و يجعله مكانا يعتز بالاعتناء به فلابد أن يتميز قلبه بالجرأة و يبذل مجهودا شاقا، ولذا فانني أنصح بأن يمتلك كل رجل منكم سقفا يحميه هو وعائلته ويستظلون به”.
بالنسبة لي أفضل امتلاك منزل خاص بي بالشكل الذي أريده، وهذا لن يمنع فرصة استثماري في أشياء أخرى. ما المانع في أن أعمل أنا و أنت بنصيحة ‘أركاد’ و ‘كيوساكي’ في نفس الوقت!؟ ?
الطريقة السادسة: اضمن دخلا ثابتا في المستقبل
“إن الرجل الذي يكسب فائضا متزايدا نتيجة لإستيعابه لقوانين التعامل مع المال لابد وأن يعطي حيزا من تفكيره لتلك الأيام القادمة. و لابد أن يخطط للاستثمارات أو تدابير احتياطية معينة كي تبقيه بأمان لسنوات عديدة و حتى تكون أرباحها متيسرة عندما يحين الوقت الذي توقع قدومه بحكمة بالغة”، أركاد.
كثيرا ما قرأت هذه النصيحة في كتب مختلفة و أنا موافقة عليها و أعتقد انها تنفع دائما ليس فقط في بابل، فيتبادر في ذهني سؤال قد تطرحه انت: ما هي هذه الطرق التي يمكن أن استثمر فيها مبالغ صغيرة في البداية؟
فأغلب ما يتجه اليه الكاتب هنا أو في غيره من الكتب هو الاستثمار في العقار وبالفعل هو أكثر الأعمال ربحا و ربما ضمانا أيضا. لكن من يملك حتى الآن مبالغ بسيطة، بماذا يبدأ؟ سأكون سعيدة بآرائكم و اقتراحاتكم، و أنا بدوري سأشارككم أفكارا في المقالات القادمة بحول الله.
- وفر مقدما من أجل احتياجاتك الشخصية في مرحلة الشيخوخة و لحماية عائلتك.
الطريقة السابعة: زد من قدرتك على الكسب
كلما زادت الحكمة التي نتعلمها حصلنا على مال أكثر.
“الرجل الذي يسعى الى تعلم المزيد عن حرفته سيحصل على مكافات سخية.
فإذا كان حرفيا فلا بد أن يسعى لتعلم المهارات الخاصة بحرفته من أمهر الحرفيين العاملين معه في نفس المجال.
وإذا كان يعمل في مجال القانون و الطب، فلا بد وأن يتشاور ويتبادل المعرفة مع الآخرين ممن يعملون معه في نفس المجال.
و إذا كان تاجرا فإنه يمكن أن يسعى باستمرار لجلب أفضل البضائع التي يمكن أن تباع بأسعار منخفضة”، أركاد.
- عملية تجميع الثروة تبدأ بمبالغ صغيرة ثم مبالغ أكبر كلما تعلمت وأصبحت أكثر كفاءة.
- رغباتك لابد وأن تكون محددة في البداية، لايكفي أن تتمنى أن تصبح غنيا بل يجب أن ترغب في كسب مبلغ محدد من المال؛ ألف… مليون… كما تشاء صديقي، فقط حدد!
- تُحبط الأهداف إذا كانت كثيرة ومشوشة أو أكبر من قدرتك على تحقيقها في تلك الفترة.
4 طرق لجعل حياتك ثرية من خلال الخبرات المكتسبة
- لابد أن تدفع كل ما عليك من ديون مستحقة بأقصى سرعة، و أن لاتشتري ما لا تملك القدرة على دفع مقابله.
- اهتم بعائلتك حتى يظنوا بك الظن الحسن ويذكروك بالخير دوما.
- اكتب وصيتك حتى يتم توزيع ثروتك بشكل عادل. لاتنسى نصيبي ههه
- ساعد من تضرر وعاش الخسارة في حدود معقولة.
إذا كان الرجل محظوظا فلا يمكن لأحد أبداً أن يتنبأ بالمدى المحتمل لهذا الحظ السعيد.
حتى إذا ألقيته في نهر الفرات فسيسبح للشاطئ حاملا لؤلؤة في يده.
هل هناك من طريقة تجلب الحظ السعيد؟
إن الحظ السعيد بالنسبة لفكر بعض الأشخاص مثل الحادثة المفاجئة مجرد مصادفة تحدث للإنسان بلا هدف أو سبب.
فهل هو نفس الفكر لدى ‘أركاد’ واصدقائه؟
وافق ‘أركاد’ على أن يتشاركوا الحديث عن النجاحات التي كادوا يتمتعون بها ولكن فلتت من بين أيديهم. والأحداث التي لو وقعت لكانت حققت لهم الربح الكثير وستعتبر نماذج نادرة للحظ السعيد.
سأشارككم بضع أمثلة لحكايا الرجال.
منذ سنوات طويلة حين كان شابا متزوجا حديثا؛ جاء اليه والده طالبا منه أن يستثمر جزء مما يكسبه من مال مع ابن أحد أقارب اصدقائه،
الذي لفتت انتباهه بقعة قاحلة من الأرض فخطط أن يبعث فيها الحياة ثم يقسمها إلى أجزاء و يبيعها الى السكان.
تردد الإبن في قراره معتبرا نفسه لازال شابا و الوقت أمامه لكي يستثمر مستقبلا، إلى جانب أن ما يكسبه بالكاد يغطي نفقاته.
رغم إصرار الأب إلا أن الإبن فضّل أن يدفع ماله إلى تاجر الأثواب ويشتري له ولزوجته جميل الثياب.
لكن وبعد فوات الأوان، ندم الشاب على قراره فقد ثبت أن المشروع قد أعطى أرباحا تفوق ما تنبأوا به.
في ليلة من الليالي وهو عائد الى المدينة بعد رحلة من البحث عن الابل، وجد تاجرنا الأبواب مغلقة ليضطر الى المبيت خارجا.
اقترب منه مزارع عجوز الذي بدى له في صديقنا أنه تاجر حيوانات من مظهره؛ واقترح عليه أن يبيع له مجموعة من قطعان الغنم لأنه مضطر للذهاب الى زوجته المريضة.
وافق التاجر الشاب على العرض وبدأ الخدم يعُدون الغنم إلا أن مشقة عد 900 رأس من الغنم جعلت الشاب يؤجل صفقته مع العجوز إلى الغد متعذرا باستحالة انتهاء العد هذه الليلة رغم رجاء التاجر العجوز للشاب بانهاء الصفقة ولو بدفع المقدم فقط.
في الصباح التالي وقبل استيقاظ صديقنا، فتحت الأبواب واندفع التجار على التاجر العجوز وحصل هذا الأخير على ثلاثة أضعاف السعر الذي كان قد عرضه على صديقنا الذي جعل الحظ السعيد يفر من بين يديه.
استنتاج
استنتج الرجال أن هروب الحظ السعيد في كل حكاياتهم هو بسبب المماطلة الموجودة اصلا في داخل كل انسان. فهم كانوا يرغبون في الثراء، ولكن مع أكثر الفرص التي جائتهم تتقدم المماطلة بتحفيز عوامل التأخير في استغلالها.
- احرص على انتهاز الفرص من أجل تحسين حياتك لكي تجلب الحظ السعيد، فلابد من السعي لإستغلال الفرص وعدم الوقوف ساكنا.
فالحظ السعيد لا يأتي لمن لا سعي له!
الفرصة لا تنتظر الإنسان المماطل.
القوانين الخمسة التي تحكم التعامل مع المال
بدون الحكمة يفقد المال من يملكه ولكن بالحكمة يحصل عليه من لا يملكه.
قرر ‘أركاد’ أن يبعث ابنه في أرجاء البلاد لمدة 10 سنوات حتى يبرهن على قدرته على كسب المال فيستحق أن يرث ثروة أغنى رجل في باب.
ولكي يبدأ رحلته بطريقة جيدة أعطاه شيئين:
أولا، حقيبة مليئة بالذهب.
ثانية، لوحا صلصاليا منقوش عليه القوانين التي تحكم الحصول على المال و التعامل معه.
سأشارككم الحكم الخمسة التي عمل بها ‘نوماسير’ إبن أغنى رجل في بابل، لكن إن أردت حكايته بالتفصيل و مراحل حصوله على ثروته فيفضل قراءة الكتاب أو مراسلتي لابعث لك بها.
القوانين الخمسة للمال
- يأتي المال بسهولة وبكميات متزايدة لأي إنسان يقوم بإدخار ما لا يقل عن عُشر إيراداته كي ينشئ ممتلكات من أجل مستقبله ومستقبل عائلته.
- يعمل المال بكد ورضى من أجل صاحبه الحكيم الذي يجد وسيلة جيدة لإنمائه مما يجعله يتضاعف.
- يبقى المال في حماية صاحبه الحريص الذي يستثمره في إطار النصح الذي يقدمه له الرجال البارعون في التعامل مع المال.
- سريعا ما يفر المال من بين يدي الإنسان الذي يستثمره في أعمال وأغراض لايألفها أو لا يوافق عليها من هم بارعون في الحفاظ عليه.
- يفر المال من الإنسان الذي يجبره على جني إيرادات غير ممكنة، أو يتبع النصائح المغرية أو يعتمد في استثماره على خبرته المعدومة ورغباته العاطفية.
إذا أردت أن تساعد صديقا لك فافعل هذا بطريقة لا تجعلك تتحمل أعباءه بدلا منه.
هل سمعتم يوما عن قصة المزارع الذي كان يفهم لغة الحيوانات؟
”
وذات مساء سمع المزارع نواح الثور إلى الحمار شاكيا له من صلابة الأرض التي يحرثها: إنني ابذل جهدا شاقا في جر المحراث،
فمهما كان الجو حارا أو كانت قدماي متعبتين أو تقرحت رقبتي من النير المشدود بها فلابد أن أستمر في العمل. أما أنت فحيوان مرفه…
فرد عليه الحمار: انك يا صديقي العزيز تعمل بكد شديد و أنا سأساعد في تخفيف أعبائك…
عندما يأتي الخادم في الصباح كي يوقظك للعمل بالمحراث اضطجع على الأرض وتألم كثيرا حتى يقول بأنك مريض وغير قادر على العمل”.
“وبناء عليه فقد عمل الثور بنصيحة الحمار. وفي الصباح التالي عاد الخادم الى المزارع و أخبره بمرض الثور فأجابه: اربط الحمار في المحراث لأن الحرث لابد أن يستمر. وظل الحمار الذي قصد فقط مساعدة صديقه يعمل طوال النهار ووجد نفسه مجبرا على أداء عمل الثور…”.
بدأ الثور حديثه أولا قائلا: يالك من صديق جيد فنتيجة لنصيحتك الحكيمة، استمتعت بيوم من الراحة
فرد عليه الحمار قائلا: اما انا فكنت ذلك الحيوان الساذج الذي بدأ بمساعدة صديق وانتهى بأداء مهمته نيابة عنه.…
إقراض المال:
في هذا الجزء من الكتاب تاجر الجواهر في بابل، يحكي لنا ‘رودان’ صانع الرماح عن حديثه مع تاجر المجوهرات طالبا النصيحة حول إقراض ماله لزوج أخته.
“من الجميل أن نساعد أولئك المنغمسين في المشاكل ومن الجميل أيضا أن نساعد أولئك الذين تخلى عنهم الحظ،
كما أنه من الجميل أن نساعد أولئك المبتدئين والذين قد يحققون في هذا الشأن ويصبحون مواطنين أثرياء.
ولكن هذه المساعدة لابد وأن تعطى بطريقة واعية خشية أن يحدث مثلما حدث لحمار المزارع.
فبدلا من أن نقدم المساعدة فإننا نحمل على عاتقنا ذلك الحمل الذي يخص شخصا آخر”، ماتون.
- لاتدع الأفكار العاطفية تسيطر عليك و تجبرك على أن تعهد بمالك إلى شخص آخر.
- لاتنس أن المال يفر بطرق غير متوقعة من أولئك الذين يفتقرون إلى البراعة في حمايته.
الحذر القليل خير من الندم الكثير.
هل بداخلك روح الرجل الحر أم روح العبد؟
يحكي لنا ‘داباسير’ تاجر الإبل في بابل في هذا الجزء عن قصته حين غادر المدينة بسبب الديون التي تراكمت عليه ولم يستطع سدادها.
إلا أنه قد انتهى به المطاف ليصبح عبدا لدى أحد زعماء سوريا و الذي جعله تحت إمرة زوجته كراع لبعيرها.
ذات يوم حكى العبد لسيدته قصته، وكيف تحول من رجل حر إلى عبد إلا أنها احبطته بكلامها.
معبرة على أن ضعفه كان سببا في مآله اليوم. إن الرجل لا يكون محترما إن لم يستطع احترام نفسه، ولايستطيع أن يحترم نفسه ما لم يسدد ديونه.
نهاية الرحلة
لما يزيد من عام ظل ‘داباسير’ عبدا لدى هذه العائلة. لكن داخله لم يؤمن يوما أنه عبد.
وهذا ما جعل زوجة الزعيم ذات ليلة تسمح له بالهروب مع الإبل و طعام و شراب يعولانه اثناء رحلته في الصحراء.
لم تكن هذه الرحلة سهلة على صديقنا. وصار يفكر أنه سيموت تائها في الصحراء قبل العودة لمدينة بابل و يعيد دفع ديونه.
إلا أن روح الرجل الحر داخله قالت: سأشق طريقي بقوة عائدا إلى بابل وسأرد ديوني إلى أولئك الرجال الذين عهدوا إلى بثقتهم وسأجلب السعادة…”.
عند هذه النقطة؛ امتلكَ العزيمة و الاصرار ووجد طريق العودة. وكان هدفه حين وصل أن يزور كل دائنيه ويطلب منهم مهلة للسداد.
رحّب البعض به، وسبه البعض، وآخرون ساعدوه ومن بينهم صديقنا تاجر المجوهرات. اتذكرونه؟
هكذا انتهت حكاية ‘داباسير’، لقد وجد روحه الحقيقية عندما أدرك حقيقة عظمى:
أينما وُجدت العزيمة وُجد الطريق.
حكمة جورج كلاسون لك على لسان أغنى رجل في بابل
إن الثروة مثل الشجرة تنمو من بذرة ضئيلة. وأول قطعة نقدية تدخرها هي البذرة التي ستنمو من خلالها الثروة.
وكلما سارعت في زرع هذه البذرة، سارعت الشجرة في النماء.
وكلما كنت حريصا اكثر على تغذية وري هذه الشجرة بالمدخرات الثابتة، كان تنعمك بالراحة تحت ظلالها قريبا.
حكمتي من الكتاب
أغنى رجل في بابل هو ثاني الكتب المالية التي قرأتها بعد كتاب الاب الغني و الاب الفقير. إن كنت سأختار أحدهما كبداية لتأسيس عقلية مالية بمنهجية – خطوة بخطوة – فسيكون بالتأكيد هذا الكتاب: أغنى رجل في بابل.
إن كنت تحب المعلومات التطبيقية السهلة و البعيدة عن الفلسفة اللغوية فاتبع الخطوات التي ذكرتها في المقالة، و بإمكانك شراء نسخة ورقية تكون دليلك نحو الوعي المالي سواء كنت طالبا أو موظفا أو صاحب مشروع – هذه هي الحكمة : التعلم المستمر –
[…] حيث كان نبيلا متواضعا، رعى الأغنام و اشتغل في التجارة، اقترب من الأغنياء و لم يبتعد من الفقراء، وقد كان ذو صلة بالدنيا لا هو […]
[…] صدورنا بين الفينة و الأخرى. و ليمكن ملأه أو نسيانه عبر مقابل مادي، أو ليلة نقضيها في أغلى الفنادق، أو حتى عبر رحلة نجوب […]