عام على حكمتي: مهارة الاستمرارية

إذا كنت تتسائل ما هي أهم مهارة تتعلمها عام 2022 فهي بلا شك مهارة الاستمرارية.
ليس لأنها مهارة رائعة، ولكنها ضرورية في تحقيق أهداف 2022.

كيف تعيش مهارة الاستمرارية دون فعل عملي؟

أحببت مطالعة الكتب منذ الصغر، مع أني لا أتذكر قرائتي لغير قصص الأطفال.
عندما كبرت ظل هذا الحب قائما، لكنه لم ينعكس على الواقع.

لم أكن قارئة مستمرة. كان يمر عام كامل ولم أقرأ فيه كتابا واحدا.
لكن إن سألتني؛ كنت سأجيبك: أنا أحب الكتب.

هذا الحب الداخلي للكتب كان بالنسبة لي شعلة في اكتساب مهارة الاستمرارية.

اعلم أنك تتسائل: ولكن أليست الاستمرارية هي القيام بعمل ما والاستمرار عليه؟
نعم صحيح، ولكن في أغلب الحالات عند انعدام القدرة على الفعل لا بد أن تكون هذه المهارة منبثقة من الداخل.
وهو ما يسمى السعي النفسي والذي يمثل 98٪؜ من حالة السعي كلها.

عام 2018، كان عاما مميزا بالنسبة لي. تركت فيه وظيفتي، وهو نفس العام الذي بدأت فيه العمل الحر.

كيف جاءت فكرة موقع حكمتي؟

لا أعلم، ليس هناك شيء محدد جعلني امتلك هذه الرغبة في انشاء مدونة للكتب، ما عدا حبي لهذه الأخيرة.
ربما أقرب دافع كان اشتغالي على المواقع الالكترونية للزبناء، لكن النقطة الأهم أني كنت مستمرة على الكتابة.

أحببت الكتابة؛ وقمت فعلا بنشر كتاباتي على مواقع عربية.

فكان السؤال الرئيسي: كيف أجمع بين ما أحبه وما أستطيع القيام به؟

من هذا السؤال جاءت فكرة إنشاء موقعي الخاص.

04/ 10/ 2018 كانت البداية العملية للموقع. البحث وتجميع الأفكار. أول موقع أنشأته كان بالإنجليزية.

أنشأت الموقع باسم TheDreamSleeper وكان مقتبسا من جملة قالها مولانا جلال الدين الرومي “الحياة كحلم النائم”.

كان للموقع نفس أهداف حكمتي، نشر ملخصات الكتب والتركيز على عادة المطالعة.
لكني افتقرت إلى مهارة الاستمرارية مع هذا المشروع.

الحقيقة أنه كانت تمر علي أشهر طويلة أنسى فيها حقا بأن لدي موقع شخصي!
مع أني عملت عليه بجد وكان من أجمل المواقع التي صممتها، والمحتوى كان غنيا وأقمت عدة شراكات مع مدونين أجانب.
لكن كان هناك نقص ما!

15 /09/ 2019 عدت للعمل على الموقع، لكن هذه المرة فكرت في ترجمته للعربية.
ليس لأن اللغة الانجليزية لم تكن موفقة، على العكس تماما.
ولكني وجدت نفسي أقدم شيئا سبق تقديمه.
كأن تعطي المزيد من الطعام لشخص غير جائع!

لماذا مهارة الاستمرارية هي الضمان لنجاحك؟

مع أني امتلكت الأفكار والمهارات اللازمة لإنشاء موقع خاص بي وكتابة المحتوى، إلا أني كنت أفكر دوما في وجود نقص ما.
وهذا ليس بالشيء الخاطئ. ولكن الخاطئ أني توقفت عن العمل.
وهنا تأتي أهمية مهارة الاستمرارية!

فإذا لاحظت أن هناك فرق شاسع بين التواريخ التي شاركتها معك.
فأنت حين يكون لديك السعي النفسي مكتمل، أي واضح لديك ماذا تريد وماذا تحب، مطمئن لحدوثه، وارادتك ومشيئتك فيه تتماشى مع مشيئة الله في كونه، فهنا أنت ملزم بالانتقال إلى السعي الجسدي وإتمامه.

20/ 09 /2019 شاركت في إحدى الدورات التدريبية بمدينة الدار البيضاء. في آخر أيام الدورة وبعد مجموعة من التمارين الصعبة نفسيا وجسديا طُلب منا أن نكتب مجموعة من الأهداف التي نطمح للوصول إليها.
وفي كل مرة كان إنشاء موقع للكتب هو هدفي الأساسي.

مع غمرة الأعمال والأشغال لم أجلس لبدء التعديلات على الموقع، مع أن الفكرة موجودة في عقلي دوما.
إذا كنت تتسائل عن سبب التوتر و الصداع الرئيسي فهو الحفاظ على الأفكار داخل عقلك دون إسقاطها على الواقع.

حضرت دورة في مدينة فاس ولا اعلم بالضبط لماذا وكيف، ولكني تأكدت في تلك الدورة أني لابد أن أنجز موقعا باللغة العربية أطبق فيه الأفكار التي في ذهني.

وهذا ما حدث بالفعل!
عزمت على الاستمرارية في العمل التطبيقي.
أعدت الخطوات السابقة، اختيار التصميم، الاسم، المحتوى…

30/ 04/ 2020 كانت الفكرة واضحة و التصميم و الاسم.
بدأت العمل التقني على الموقع خلال شهر رمضان واستمريت في إضافة المحتوى الكتابي إليه.

هل استمريت في العمل عليه كل يوم؟ لا، كنت أتوقف على حسب الأولويات في حياتي.

11/ 11/ 2020 أطلقت الموقع رسميا وشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي والآن مر عليه عام كامل.

هل حققت أهداف العام لموقع حكمتي؟

لا، لكن مع هذا أنا ممتنة ومسرورة. لماذا؟ لأني مستمرة عليه.

مقالة اليوم مع أنها تحكي عن نشأة حكمتي، ولكنها في الأساس تذكير بضرورة اكتساب مهارة الاستمرارية من أجل تحقيق أي فكرة.

كيف تمتلك مهارة الاستمرارية؟

سألني أحد أصدقائي: ‘كيف لازلت مستمرة في حكمتي مع أن الموقع لم يصل للشهرة بعد؟ من أين تأتين بالصبر؟’.

الجواب المختصر المفيد، وراء موقع حكمتي رسالة عظيمة لا تتطلب الشهرة لتحقيقها وإنما أساسها التاثير.
كما ترى في الصورة النية والرسالة واضحة وضوح الشمس.

 

وهذا أساس امتلاك مهارة الاستمرارية!

تريد الاستمرار على عمل معين، ضع رسالة؛ نية؛ رؤية واضحة؛ لماذا تريد القيام بهذا العمل؟

النصائح كثيرة لتستمر في شيء ما، لكن تحديدك للنية وراء هذا العمل كفيل بجعلك مستمرا فيه. والأهم أنه كفيل بجعل العمل مستمرا.
لأن الغاية من وضع النية ليست في السعي خلفها وإنما أن تحقق ذاتها بذاتها.

ما هو أقوى دليل على الاستمرارية؟

سيتبادر إلى ذهنك النجاح؛ المال؛ الشهرة… صحيح جدا!
كل هذه الأخيرة هي نتائج جيدة جدا تدل على أن عملك يؤتي ثماره.

لكن في تأسيس المشروع؛ في طريقك نحو الهدف؛ بعد إطلاق النية… في كل هذه البدايات، ما الدليل على أنك يجب أن تستمر؟
الالهامات، كلما استمديت أفكارا وإلهامات تخص مشروعك فاستمر برافو، أنت في الطريق!

استلهم الفكرة؛ طبقها؛ احصد نتائجها، والدائرة مستمرة.

متى تتوقف عن الاستمرارية؟

الجواب المختصر المفيد: لا تتوقف!
الفشل في شيء، لا يعني أبدا التوقف.

طرق الباب المغلق هو الدافع الوحيد لتغيير الطريق، وبالتالي التوقف عن الاستمرارية.

أنا في بداية العام وضعت هدف 1000 مشترك في القائمة البريدية لحكمتي.
هل حققته؟ لا، هل توقفت عن السعي؟ لا!
هل هذا فشل؟ نعم، هل يعني التوقف؟ لا!

مهارة الاستمرارية هي سلسلة دائمة من الأفعال، هي كارما تستمر معك.

أنا الآن مستمرة على العمل في حكمتي، وأصبح كالبطاقة الشخصية لي في عالم التدوين وصناعة المحتوى العربي.

لا تستمر في خوفك من الموت

عندما تدرك أن كل شيء في تغير دائم فإنك لن تتمسك بأي شيء، وإذا لم تخف من الموت فلن يصعب عليك القيام بأي شيء.

الأهداف الرئيسية من مقال اليوم:

1 امتلاكك لمهارة الاستمرارية دليل على سعيك وراء رسالة عظيمة.
2 مواجهتك للخوف دليل على الاستمرارية الصحيحة.

مع عظمة الهدف الذي تسعى إليه إلا أنه سيتغير. ليس لأن أهميته ستقل، ولكن لأنك كلما استمريت عليه؛ كلما واجهت مخاوفك، ليسهل الطريق وبالتالي تستمر دائرة الهدف.

تذكر إذا لم تخف من الموت فلن يصعب عليك القيام بأي شيء!
انتبه جيدا غير مصطلح الموت بالشيء الذي تخافه ويعيق استمرارك.

كل عام وأنا بإسم الله الحكيم، كل عام وحكمتي ينشر الحكمة💚!

شاركني بكل الحب، الحكمة التي تعلمتها من موقع حكمتي🕊

صانع محتوىمدونة كتبمهارة الاستمرارية
التعليقات (4)
شارك بتعليقك
  • محمد العيدي

    سأشارك بتعليقي هذا..و بكل الحب، أقول و القول مني، بمناسبة مرور عام كامل، عن هذا الموقع، و لأني ما تابعت هذا الموقع إلا، لجلال و عظم إسمه “حكمت…ي”، لأن الحكمة من الكلمات المقدسة في هذا الوجود..مع أنه ليس من الحكمة أن تنسبي الحكمة لك(ي)…ما رأيك أن تغيري إسمها إلى ” خطواتي تجاه الحكمة” ..و هكذا ستشاركيننا تلك الخطوات..لكن أن تأتي و تكتبي “حكمتي” أمر يغيضني ك قارئ، لأن الحكمة غاية الغايات…تقولين حكمتي و تكتبي تلك المصطلحات المبهمة باسم “التنمية البشرية ” أمر يغيضني أكثر ف أكثر…فالحكمة كانت و مازلت بسيطة غير معقدة و مقدسة.
    لا يقيم الحكيم في شرك اللفظ * و لا بالحروف كان حفيا (محمد إقبال)

    • Zahra

      شكرا محمد على دعمك الدائم لي و افكارك الغنية, بالفعل في البداية يكون اسم حكمتي مثيرا للاستغراب لكن حين يفهم الانسان ان حكمته مستمدة من حكمة الخالق فهذا اهم شيء. وباذن الله كل شخص سيستفيد على قدر حاجته من هذا الموقع. شكرا محمد