كيف تطبق مبدأ عيش اللحظة؟
أنت تكون في عز قوتك وأنت هنا والآن، حيث عقلك و قلبك وروحك على مسار واحد منسجمين مع بعض.
هنالك احتفالات رئيسية في حياة الإنسان، أبرزها احتفال يوم ولادته و احتفال يوم زواجه.
يسعى فيهما هو وأهله أن يظهر في أبهى حلة، و كثيرا ما تعود به الذاكرة لهذه الاحتفالات فتتلاشى فكرة عيش اللحظة.
لماذا تتلاشى فكرة عيش اللحظة؟
ليس لأنها تذكره بأحداث جميلة و هذا هو الجواب الشائع، و لكن الحقيقة أنها تذكره بشعور محدد.
هذا الشعور إما يكون جيدا أو سيئا حسب الأحداث التي وقعت يوم الاحتفال.
السؤال الصح حين تعود بذاكرتك إلى الوراء هو: ما الفائدة من هذه الزيارات المتكررة إلى الماضي؟
يوم الولادة و إن كان حدثا بارزا فعلى الأغلب أنت لا تتذكر منه شيئا. وقد تتساءل: ولكن يا زهرة لم تحدثينا عن يوم لا نذكر فيه شيئا سوى ما رأيناه في الصور؟
احتفال الولادة يمثل الماضي، لأنك الآن كبرت و أصبحت هذا الشخص.
احتفال الزواج يمثل المستقبل، لأنك تتطور و تنمو معه.
انتبه جيدا إن لم تكن متزوجا فراقب المتزوجين من حولك.
ما الأشياء التي يعيدون الحديث عنها؟ ما الأحداث التي يتذكرونها؟
ما الأفكار التي يفكرون فيها؟
أعطيك مثالا:
في إحدى الجلسات النسائية كانت تحكي سيدة عمرها تجاوز الخمسين، كيف أن عائلة زوجها يوم العرس لم تحضر هدايا لوالديها.
تخيل معي كم من السنين تطلب منها الأمر لكي تعود للماضي وتتذكر هذا الحدث، والأخطر أنها استشعرت تلك الحرقة داخلها.
قد تقول الآن ولكن هذا الأمر يخص الأزواج ذوي العقلية القديمة. اعتقادك صحيح!
لكن ما رأيك أنه لو كان هؤلاء الأزواج الذين مر على زواجهم أكثر من 20 عاما يعودون بذاكرتهم إلى الماضي، فإن الأزواج الحاليين يعيشون في أزمة المستقبل.
تزوجوا اليوم و يتحدثون غدا عن مصاريف الأبناء و مدخرات دراستهم الجامعية!
أنا لا أشجع على عدم التخطيط و التفكير في المستقبل. و لا على عدم العودة للماضي و الاستفادة منه ولكن أدعوك لتذكر هاتين الجملتين:
تذكر أن الخوف لا يتخلق إلا في المستقبل.
تذكر أن الحزن لا يتخلق إلا في الماضي.
تطبيق مبدأ عيش اللحظة هو أسلوب ذهني تفكر به. و لكي يتحول إلى عادة ذهنية يتطلب الأمر محاولات وجهد فلا تبخل على نفسك بتركيز انتباهك على اللحظة التي تعيشها.