في أي موضع أنت؟
قد تكون سمعت يوما عن أهمية وضع الأهداف أو حتى قد تكون قرأت و شاهدت أشخاص كثر يتحدثون عن كيف تضع أهدافك للعام الجديد. يمكن أن تكون طبقت ما سمعته و قرأته، و رأيت فعلا نتائج تطبيقك. و يمكن لا، لم تطبق شيئا مما تعلمته أو لم ترى نتائج تطبيقك حتى الآن.
- هل أنت ممن يضع أهداف لنفسه؟
- أتحب أن تخطط لعامك الجديد؟
- هل نجحت في تحقيق أحد أهدافك التي وضعتها ؟
- أم وجدت نفسك يوما بعيدا عن الخطط التي وضعتها لحياتك؟
- هل أنت ممن لم يكتب أهدافه أبدا؟
- ربما لاتزال تبحث عن نفسك؟
- هل أنت ممن يجد صعوبة في موازنة عالمه المادي بالعالم الروحاني؟
أيا كانت إجابتك على الأسئلة أعلاه فهذه المقالة لك. و سأبدئها بنية جماعية لنا: أنا أنوي أن يكون ما نتعلمه هنا يتماشى مع الأنا الحقيقية بداخلنا.
إن كنت قرأت مقالتي السابقة بعنوان النية ليست ما تريد بل الطريق لما تريده، أو شاهدت الفيديو على قناتي في اليوتيوب ستكون حتما فهمت أهمية النية. و كيف أنها تُربط بكل عمل صغيرا كان أو كبيرا، واعيا كان أو بدون وعي.
حرصت في تلك الخاطرة على موازنة المعنى الديني للنية و المعنى المادي لها حتى نستطيع أنا و إياك اليوم إسقاط هذه النية على رغباتنا أو اهدافنا.
كيف أخطط لأهدافي؟
في كل عام أضع لنفسي أهداف كثيرة لأحققها. هذه الأهداف كانت تشمل أغلب جوانب حياتي، ما بين تحسين صحتي؛ تعلم لغة أو برنامج جديد؛ حفظ سور من القرآن؛ جمع قدر من المال؛ توطيد علاقاتي و غيرها…
أعتقد أني هنا كنت كأغلب الشباب الذين يريدون تطوير حياتهم بالاستعداد لكل عام و هو يحمل رزمة من الأهداف على ظهره.
هل حققت هذه الأهداف السنوية؟ نعم بعضها و البعض الآخر لا، فأزلته من لائحتي لكن منها مازال مستمرا معي.
– انتبه جيدا هل تعلم أن من الأهداف ما يمنع هدفا آخر من التجلي؟ تفكَّر! –
هل قول الرسول “إنما الأعمال بالنيات” يغني عن السعي تجاه هذه النية؟
الجواب المختصر: لا. النية تُعقَد في الداخل لكن السعي لتجسيدها على أرض الواقع يكون بالعمل من الخارج.
أعود بك إلى لائحة اهدافي، مثلا كنت أكتب في الجانب الصحي أني سألتزم بالغذاء الصحي في هذا العام .
كنت فعلا طيلة الأشهر الأولى مستمرة على هدفي، لأني أنا من كتبته و أتحمل مسؤولية تحصيله. لذلك أجد نفسي ملزمة على اتباع خطوات تحقيق الهدف و هذا كان شيئا جيدا على ما اعتقدت.
لكن مع مرور الوقت، كنت أحس بالضغط و الثقل في كل لحظة أجد فيها نفسي أمام أكلة غير صحية. أسال هل سأتْبع رغبة نفسي التي اشتهت الآن قطعة حلوى؟ أم سأتذكر ذلك الجدول في مذكرتي التي احسب فيها الأيام التي التزمت بها بالنظام الصحي؟
وعادة ما أخرب هذا النظام 😏
أعترف قد أكون أخطأت و قد تكون أنت أكثر التزاما مني و أكثر اتباعا للأهداف التي وضعتها. لكنني كزهرة كنت أحتاج شيئا آخر، شيئا أقوى من الهدف نفسه. شيئا أسمى و أشمل يجعلني أستمر على خطتي بكل أريحية و باستمتاع.
– انتبه جيدا الغاية لم تكن يوما الوصول الى الهدف بقدر ما كانت الحفاظ على هذا الهدف باستمتاع. –
كم منكم شاهد برنامج الرابح الأكبر؟ (مسابقة لخسارة الوزن) هل لاحظت أن أغلبهم كان يعود لوزنه الزائد بمجرد خروجه من البرنامج؟
هل تعلم أنه في بعض البلدان يصل معدل الطلاق إلى %40 في العام الأول من الزواج؟ مع أنهم كانوا توَّاقين لبناء أسرة!
لهذا كتبت لك ليس المهم تجلي الهدف بل في استمرارية التجلي. فما الفائدة من خسارة الوزن إن كان سيعود بعد شهرين؟ و ما الغاية من زواج لن يدوم؟!
ما هو الشيء الأقوى من الهدف نفسه و الذي سيجعل سعيك ممتعا؟
قبل عامين تقريبا من الآن، تغيرت نظرتي للأهداف. فقد كنت أرى نفسي دوما أصغر من الهدف لأني اعتبرته -كيفما كان هذا الهدف- صعبا!
لكنني أنا اليوم سأشاركك ما سيغير هذه النظرة من عقليتك كما غيرتها أنا و لله الحمد.
إنها النية. نعم كلمة صغيرة تكاد تنطقها بين الفينة و الأخرى أو من رمضان لآخر.
قبل أن نغوص في اختيار نية العام الجديد لنتعرف أولا على:
ما هو الفرق بين النية و الهدف؟
كثير منا لا يفصل بين الهدف و النية و يعتبرهما شيئا واحدا. لكن الأصح أنهما بكل ما يحملانه من معاني متقاربة إلا أن طاقة كل واحد منهما مختلفة عن الآخر.
النية تسبق الهدف و هي الشيء الكبير الطاقي أما الهدف فهو الشيء المحسوس و المادي.
مثلا:
- أنا أنوي الثراء لكن هدفي امتلاك بيت بإسمي.
- أنا أنوي الحب و لكن هدفي أن أتزوج.
بمعنى أن النية تعمل على احتواء كامل للهدف، و قد تحتمل مجموعة من الأهداف. على سبيل المثال نيتي أن تكون صحتي جيدة في عام 2021 و هدفي الأول هو ممارسة الرياضة مرتين بالأسبوع و هدفي الثاني اتباع حمية غذائية معينة و هكذا…
فقط انتبه أن النوايا لا تقاس عكس الأهداف. ففي نهاية العام ستَختبر إنجازاتك بعدد الأهداف التي حققتها على أرض الواقع. لذلك ركز على وضع أهداف قابلة للقياس.
مثلا؛ هدفك الحصول على 10000 دولار، في نهاية العام ستنظر إلى رصيدك إن حققت هذا الرقم أو لا.
- الجواب المختصر و المفيد و الذي أطمح أن نستوعبه و نتذكره أنا و أنت أن النية أقوى وأشمل.
الآن وقد علمت الفرق بين النية و الهدف، سأطلب منك شيئا صغيرا في الفعل و لكن عميق في المعنى.
خذ ورقة وقلم الآن و اكتب أهداف عام 2021 و التي تريد تحقيقها، و حاول أن تربط كل هدف منهم بنية واضحة و مركزة.
– انتبه جيدا غايتي هنا أن تكون النوايا والأهداف التي سنكتبها واضحة حتى لا نتشتت طيلة العام. فعقلك اللاواعي يعمل على التفكير في كل أهدافك المكتوبة وهذا ما قد يسبب صداع الرأس لأنه في تفكير زائد و غير منقطع. هل تعلم أن هناك فرقا بين التفكير و التفكر؟ اكتب لي في التعليقات. –
بعد أن حددت الأهداف -عدد هذه الأهداف يجب أن يتناسب مع طاقتك- وربطتها بالنوايا أريد أن أشاركك بضعة أشياء أرجو ان يساعدنا تطبيقها أنا و أنت في الاستعداد الجيد لعام 2021
كيف تستعد لعام 2021؟
بداية لنتفق أن ما أشاركه معك اليوم هو ما تعلمته و أحاول تطبيقه و أنت لك الحرية في اختباره و تغيير تفاصيله.
ثلاث خطوات أساسية للاستعداد للعام الجديد
1: وضع اسم للعام
أعلم قد تبدو هذه الخطوة غريبة أو جديدة عليك. لكني و صدقا أؤمن بتأثيرها علينا حين تطبيقها.
الإسم الذي ستختاره ليكون اسم العام، اعلم أن كل أعمالك ستكون تحت مظلة هذا الاسم. فتأكد أن تضع الاسم الصح الذي ينبع من داخلك و تملك القدرة على التعايش معه. من المهم أن يكون الاسم الذي تختاره مرتبط بالأهداف و النوايا التي حددتها من قبل.
مثلا إن كان من بين أهدافك الحصول على صحة جيدة و أيضا الاهتمام بأسرتك أو عملك. بإمكانك أن تضع اسم: عام التوازن.
إن كان هدفك أن تتعلم أو تتخرج من الجامعة، قد تختار اسم: عام التعلم بلطف.
– انتبه جيدا من المهم أن تضيف كلمات (بلطف، بيسر) على أهدافك و نواياك. لأنك قد تحققها و لكن بصعوبة ومشقة، فحدد ماذا تريد بالضبط!
قد تختار أسماء مثل: عام السعادة؛ عام البهجة؛ عام الاستقلال المادي…
لكن ما أريدك أن تنتبه له هو مثلا، إن اخترت اسم الأمل فهذا يعني أنك ستكون في حالة من اليأس حتى تصل إلى الأمل وهذا ما لا نريده! أو إن اخترت اسم الفرج، فاعلم أن الفرج لا يأتي إلا بعد الشدة، فأنتبه ما الذي تجذبه إليك!
- ما الاسم الذي ستختاره لهذا العام؟ أتريد أن أشاركك اختياري؟
2: كتابة الأهداف والنوايا
بعد أن قمت بتحديدها من قبل، حان وقت كتابتها على الورق. لا يكفي أن تقول بلسانك أنا أعلم ما هو هدفي و ما هي نيتي.
للقلم طاقة فاستغلها!
أُفضل دوما شراء مذكرة جديدة كل عام لكتابة النوايا والأهداف، لكنك حر في اختيارك. و لكي أُسهل عليك هذه الخطوة؛ قمت بإنجاز أجندة عام 2021 بكل حب و يسر حتى نستعملها لإدارة الوقت و تخطيط الأهداف.
من الطرق الجميلة أيضا لكتابة الأهداف هو وضع لوحة للأهداف، تكون بالحجم الذي تريده و تلصق فيها صور خاصة بأهدافك. تضعها في غرفتك أو مكتبك لكي تراها بين الفينة و الأخرى.
- إن كنت من محبي التكنولوجيا فكتابة الأهداف على هاتفك مُستحب أيضا.
3: إطلاق النوايا
لن أنفيكم أني ترددت قليلا في كتابة هذه الخطوة، لأني كنت أفضل أن أتدرج معكم في المعلومات لكن مادام التوقيت المناسب هو الآن، فلم لا؟
إطلاق النوايا لا يكمن فقط في تحديدها وربطها بالأهداف، أو كتابتها و تعليقها في لوحة نراها كل صباح. و إنما في شعورك الداخلي الذي يقول نعم هذه النية لي أنا، خاصة بي، و أنا أريد أن أحصل عليها لنفسي. و ليس لأني أقلد فلان و عِلان، وليس لأني أرغب في نيل إعجاب الناس، و ليس في أني أريد تحقيق رغبة والدي، لا! هذه النية خالصة لوجه الله!
- حددْتَ النية، كتبتَها؟ الآن استشعرها بداخلك كأنك ترسلها إلى الله لكي يحققها لك.
– انتبه جيدا النية تأتي من عالم الأمر إلى العالم المادي، ولكي تتحقق لابد لها أن تبقى متصلة بعالم الأمر. نتحدث عن هذا لاحقا –
إن سألتني يازهرة كيف تطلقين نواياك ستكون إجابتي أثناء التأمل. نعم، كما قرأت أنا أطلق النوايا أثناء تأملي.
من الأشياء التي ساعدت على تحسين جودة حياتي هو التأمل. و سأحدثك عن تفاصيله في كتابات أخرى. لكن اليوم ولكي لا أطيل عليك أحببت كثيرا أن أشارك معك أحد التأملات التي أقوم بها. بالأحرى هو جلسة تخيل أكثر من تأمل.
– جائتني فكرة مشاركتكم تأمل ليلة رأس العام و أنا أتأمل فقلت هذه بشرى جميلة و لم لا 🥰؟ –
ستجد جلسة التأمل كاملة في التسجيل الصوتي. بإمكانك الاستماع إليه في أي وقت. ليس شرطا في منتصف الليل لكني أشجع على القيام به في ليلة العام الجديد.
كل تفاصيل التأمل ستكون مذكورة في التسجيل. و لك كامل الحرية بالحفاظ عليه مدى الحياة فقط شاركني شعورك بعد الاستماع إليه 🙌🏻.
بالإضافة الى الخطوات الثلاثة التي ذكرتها لتستعد لعام 2021. إليك بعض الإرشادات الأخرى بإمكانك تطبيقها.
-
اكتب رسالة امتنان لعام 2020
أعلم قد تقول ما الشيء الجميل الذي حدث في 2020 حتى أمتن له؟ مادمت الآن تقرأ هذه المقالة، فأول امتنان قد تكتبه هو: أنا ممتن أني أمضيت عاما كاملا آخر في هذه الحياة و لازلت مستمرا فيها. كم من الأشخاص فقدوا حياتهم هذا العام؟!
إن كانت صحتك جيدة فامتن لها. كم من الأشخاص في المستشفى الآن ينتظرون فرصة التنفس الاصطناعي؟!…. وقس على ذلك.
-
اكتب رسالة شخصية لنفسك تقرأها نهاية 2021
في هذه الرسالة ركز على المشاعر التي تعيشها حاليا و الأفكار التي تراودك. لا تكتب أهدافك أو نواياك. فقط ما الذي تريد أن تبوح به لنفسك؟ و قد تبدأها ب: مادمت تقرئين هذه الرسالة يازهرة فقد انتهى عام وبدء عام جديد…
-
اكتب قصتك الشخصية
هل تفضل لعب دور البطولة أو الكومبارس في فيلم أمريكي؟
بالتأكيد ستجيب أريد أن أكون البطل. فلم لا تكون بطل قصتك؟
كيفما كانت المعيقات أو الحواجز التي قد تظهر لنا و نحن نتجه صوب الحياة التي نريدها، لا شيء يمنع من أن أكتب أنا الحياة التي أريدها و أتخيلها بالشكل الذي أريده. لا تفكر فيما ليس لديك أو حتى ما لديك بل فكر فيما تريده، و أكتبه على ورقة و استشعر صدق ما تكتبه.
تريد مالا؟ أكتب أنا الآن حصلت على مبلغ… في حسابي البنكي. تريدين الزواج اكتبي أنا الآن سعيدة مع زوجي في بيتنا الجميل. تريدين أن تخسري الوزن اكتبي لقد اشتريت اليوم فستانا مقاس S وجسدي يبدو رائعا فيه…
- أبدعوا في كتابة سيناريو قصتكم فجائزة الأوسكار من حقكم.
-
تخلص من كراكيب 2020
كلٌّ منا في المكان الذي يجلس فيه قد يجد شيئا لا يستعمله، (ملابس؛ أحذية؛ كتب؛ أواني؛ مكياج…). أي شيء لم تستعمله لأكثر من عام فاعلم أنك لا تحتاجه.
كما نشرت على حسابي الانستقرام: الفراغ أصل كل مملوء!
لكي تستقبل الجديد عام 2021 لا بد من التخلص من قديم 2020
في ختام هذا المقال الثاني من موضوع النية إليك حكمتي
أتمنى أن تكون كتبتَ نيتك لهذا العام. و التي أرجو أن تكون متصلة بروحك حتى تربطك دوما بعالم الأمر. و تذكر أنه في اليوم الذي ستُطلق فيه نواياك سيبدأ الكون كله في تعبيد الطريق لك حتى لو بدى هذا الطريق طويلا.
وقد تكون في لحظة ما نسيت أنك أطلقت هذه النية فستعود لتحوم حولك وحواليك لأنه حتى لو نسيتها أنت، ما كان ربك نسيّا!
دامت لي و لك النوايا الخالصة لله 💚.
صراحة لم اكن أفكر في العام الجديد من قبل ولا حتى في تسطير الاهداف العام المقبل حتى قرأت هذا المقال الغتي بالمعلومات وعن كيفية تفكير في مستقبلك في السنة الجديدة
صراحة مقال غني ممتع جدا
شكرا على هذا العمل الجميل جدا
شكرا جزيلا ابراهيم، سعيدة بتعليقك و اسعدني اكثر اني افدتك ولو قليلا ☺️. مرحبا بك في عالم الحكمة
طرح جميل ومفصل لموضوع مهم جداً وقد جاء في وقته، حيث نودع عاماً ونستقبل عاماً آخر، نتطلع فيه بكل أمل وتفاؤل ليكون أحسن من الذي سبقه.
وأول خطوة في استقبال العام الجديد هو وضع الأهداف ورسم الخطط لتحقيقها، فمن ليس له هدف فكل الطرق سوف تؤدي إليه، كما تقول الحكمة الانجليزية:
If you do not know where you are going, all roads will take you there.
إن كنت لا تعرف هدفك، فجميع الطرق سوف توصلك إليه.
شكراً لك على طرح هذا الموضوع المهم وبهذه التفاصيل القيمة
سهل الله تحقيقك لنواياك أستاذ حسن، أسعد دوما بزياراتك
[…] هل تتذكر أولى مقالاتي لعام 2021؟ كيف تستعد للعام الجديد؟ […]