هذا ليس من أيام الأسبوع!

” يوماً مـا “، ليس من أيام الأسبوع !

حين تقرأ هذه العبارة باللغة الفصحى ‘ يوماً مـا ‘ تقول في نفسك أنا لا أردد هذه الجملة. لكن إن كنت مغربيا ستعلم كم من المرات تقول ‘شي نهااار’ “وهاد نهار عمرو ما وصل”!
أنا أيضا من الأشخاص الذين يستعملون ‘ يوماً مـا ‘ كثيرا. خصوصا في مسألة اللقاءات أو الخرجات.
و يتضح لي بعد مرور الوقت أن هذه العبارة هي من بين الأعذار التي نقولها لأنفسنا للتملص من المسؤولية أو للآخرين للتملص منهم بحد ذاتهم.

يوماً مـا : الموعد الغير مكتمل

ما أصبحت أقوم به غالبا هو تحديد فترة اللقاء. مثلا أقول في الأسبوع أو الشهر القادم هكذا امنح الوقت لنفسي و للآخر.

لكن في اللقاءات والمواعيد الضرورية فأنا تعلمت استراتيجية مهمة سأتقاسمها معك.
دائما في عروض اللقاء قدم موعدين محددين. مثلا أنا تحدثت مع شخص في الهاتف وقررنا البدء في العمل.
أخبره هل نلتقي يوم الاثنين أو الثلاثاء على الساعة العاشرة صباحا أو الثالثة زوالا.
بهذه الطريقة ستضمن أن الشخص:
أولا سيلتقي بك (وقس على ذلك اللقاءات الهاتفية).
ثانيا أنت تكون اخترت بنفسك المواعيد التي تناسبك.
ثالثا ستضمن استمرارية العمل و الإنتاجية ولن يكون هنالك تملص.

أما بالنسبة للأمور الشخصية فأنا أؤمن أن الأشياء التي نؤجلها ليست الأشياء المهمة بالنسبة لنا.
فإن كانت الدراسة مثلا مهمة لك لن تقول يوما ما سأدرس. أو إن كان الزواج مهما لك لن تقولي يوما ما سأتزوج بل ستأخذين بالخطوات الفعلية.

كيف أتخلص من التسويف؟

أجوبة هذا التساؤل كثيرة و مختلفة. و قد تكون الأسباب التي تدفعك للتأجيل مجتمعة فيك كاملة. لكن أحب الغوص في العمق و
أخبرك أن للتسويف سببين لا ثالث لهما و هم جذر المشكل.
1- الخوف
أنت خائف من الشيء الذي ستقوم به. على قدر درايتك بهذا العمل الذي تؤجله ففي العمق أنت خائف أما من الفشل أو من النجاح.
2- أنت غير مهتم
هذا الأمر أو الهدف الذي تسوفه هو في الأصل غير مهم بالنسبة لك. وهنا دورك ليس في معالجة التسويف. و إنما في فهم ما مصدر هذا الهدف و كيف أصبح مرتبطا بك؟
أن تعاني من التسويف لا يعني أن تبحث عن حلول له بل أن تسأل نفسك لماذا أنا أعاني منه؟

فانتبه جيدا للأوقات التي تردد فيها عبارة ‘ يوما ما ‘. اكتبها لي بلهجتك ههه!