هل أكتب لأفيد القارئ… أم لأستعيد نفسي؟

وأنا أفكر في موضوع جديد أكتب عنه، تساءلت عن فكرة تُفيد القارئ، معلومة يطبقها في حياته، أو ربما فقط ومضة من وعي تنير دربه…

لم أحتج وقتا طويلا في التفكير. أجندتي مليئة بعناوين لمقالات أعتبرها مهمة، وإن لم تُفد كلّ الأشخاص، إلا أني متأكدة أن قارئا ما سيستفيد منها!

لا سيما، وإن لم تكن تعلم، فأنا كاتبة محتوى، (متخصصة بنسبة 90% في محتوى الوعي، والتطوير الشخصي)، وهذا يجعل أفكاري ـ لا تنتهي ـ في هذا المجال.

الكتابة من القلب… و”عقدة النشر”

مع كل هذا، قلت، لماذا عليّ فقط أن أكتب عن مواضيع مفيدة؟! 

أليست هذه مدونتك الشخصية يا زهرة؟ 

وهذه إحدى الأسباب التي تؤخرني عن الكتابة هنا!

  • هل أكتب عن تخصصي في الكتابة وبهذا أحصل على عملاء كُثر؟
  • هل أفيد الكتّاب الجدد بخبرتي، وبهذا أحصل على متابعين كُثر؟
  • هل أتبع قواعد السيو في كتاباتي، وبهذا أحصل على تقدير من جوجل؟
  • هل أتبع أسلوب نيكولاس كول في الكتابة وأتجاهل السيو، وأركز فقط على الإفادة؟
    (نيكولاس كول هو كاتب رقمي! يمكن القول أنه أحد رواد الكتابة الأونلاين)

للإشارة، بكتابتي لهذه الأسئلة الأربعة، أكون قد خالفت إحدى قواعد السيو🙃 وهي عدم البدء بنفس الكلمة في ثلاثة جمل متتالية أو أكثر.

أنا لا أعلم ما إذا كنت سأنشر هذه المقالة أو لا، كعادتي مع العشرات من المواضيع… 

أفلام عن الكتابة… والرسالة الخفية

إلا أني يوم أمس، شاهدت فيلم julie & julia، وهو عن إمرأة، اسمها، جولى تشعر بالملل فى حياتها المهنية كموظفة، حيث تنتقل لشقة فوق مطعم البيتزا بصحبة زوجها، فتقرر عمل مدونة للطبخ مستعينة بوصفات الطباخة الشهيرة جوليا… فتتغير حياتها بعد ذلك… (الوصف مأخوذ من الإنترنت).

جولي هذه، قررت أن تطبخ يوميا لمدة عام كامل، وتدون يومياتها عن الطبخ، ليس فقط لتفادي الملل وإنما للشعور بالإنجاز، كونها تبدأ شيئا ثم تتوقف عنه فأصبح الأمر عادة لديها. 

صحيح أن الفيلم قديم، عُرض في 2009، إلا أن الشاهد في الموضوع، هو كالتالي: 

كلما شاهدتُ فيلما يتحدث عن الكتابة بطريقة أو بأخرى، أجد أن هؤلاء الكتاب بدؤوا بعفوية دون معرفة النتيجة النهائية لكتاباتهم هذه (معظم هذه الأفلام مقتبسة من قصص واقعية).

هذا قد لا يتناسب مع جميع الأهداف، فالكاتب ستيفن كوفي، أشار أن من أساسيات النجاح أن تبدأ والغاية في ذهنك، بمعنى، أن تكون على دراية بمحطة الوصول!

لماذا نبحث دائمًا عن نتيجة لكل خطوة؟

هواةُُ للكتابة أو لمجال معين، قرروا فتح موقع شخصي والكتابة عن يومياتهم، وبعد مرور عام أو أعوام ربما، تغير الوضع، وحققوا نتائج مرضية ومميزة.

أتذكر أن كاتب كتاب فن اللامبالاة، بدأ بذات الطريقة، وحتى الكتاب نفسُه، هو في الأصل عبارة عن مقالة، تم توسيعها بعد أن انتشرت بشكل كبير على الإنترنت! 

فسؤالي هنا:

  • لماذا نحن دائما ما نبحث عن نتيجة محددة لشيء سنبدأ به؟؟
  • لماذا لا يكون الهدف هو فقط البدء، ثم الاستمرارية؟

لا! لا بد من فائدة. سأكتب لأفيد القارئ، سأكتب للعملاء المحتملين، سأكتب للمتابعين… أما أنا؟ متى أكتب لي؟

متعة النشر… لا تقل عن متعة الكتابة

هذا السؤال خطير، لماذا؟ 

قد تجيبني: اُكتبي في دفترك، هكذا ستكونين كتبتِ لنفسك، ولا داعي للبحث عن غاية من وراء هذه الكتابات! 

صحيح، صحيح جدا، إلا أن هذا لا ينطبق عليّ! 

أشعر بمتعة حين أكتب، وأنشر ما أكتبه! 

فقط ذلك process من نقل المقالة من word document إلى موقع إلكتروني، وتنظيمها هو عمل ممتع بالنسبة لي… (أعتقد هذا ما يجعلني أقدم هذه الخدمة مجانا لعملائي أيضا، أحب تنسيق المقالات) 

خواطر كثيرة… لا أجرؤ على مشاركتها

لدي العشرات من المقالات موزعة ما بين دفاتري، و Google Drive وحتى تطبيق Notes…  لكني، أقول، لا تستحق أن تُنشر!

بعض الأفكار تُنتج فقط على الورق
  • أعيش موقفا شخصيا وأكتب عنه.
  • ألاحظ طريقة عمل غير صائبة، وأكتب عن الحل الذي فكرت فيه.
  •  أقرأ كتابا، وأكتب عن فقرة أعجبتني، أو أتوسع في فكرة معينة.
  • أشاهد فيلما أو مسلسلا، أو حتى بث على انستغرام، وأكتب عن جملة أنارت شيئا بداخلي…

كل هذا يبدو مفيدا ومناسبا للنشر، صحيح؟

إلا أنه شخصي…! أووه! يصعُب أن تكتب تلقائيا وبصدق وبشكل مميز ما لم تَدخل في تفاصيل التفاصيل! 

وفي عالمنا العربي، كيف ستواجه بيئتك الصغيرة بكتاباتك؟ ههه 

الخصوصية… وأصعب الأسئلة تأتي من الأقرب

لديك صديق مقرب، تخرج هو وأنت، تسافران معا، تعرفان أموركما الشخصية، تتحدثان يوميا… لكنك، لسبب ما، لا تُدخله في عالمك المهني، مجالُه أو وعيُه عن تخصصك بعيد جدا… 

تأتي وتكتب عن مسألة تخص عملك، أو ربما تكتب عن خسارتك المالية الكبيرة في استثمار ما… فيقرأ عنه أشخاص لم تخبرهم بالأمر… ما النتيجة؟ 

سيتساءلون، ويسألون، وهذه هي الأصعب! 

المال… موضوع حساس في مجتمعاتنا

من الطبيعي ألا يعلم كل المقربين منك عن جميع تفاصيل حياتك، إلا أنك حين تقرر أن تصبح مُدوِّنا، فمن المفترض أن تكتب عن تجاربك، وهنا سيختلط الجميع.

لنعد لمثال الخسارة المالية. 

في المجتمعات العربية، أو فقط لأتحدث عن المجتمع المغربي تحديدا، ليس من السهل الحديث عن المال جهرا! على الأقل حاليا. 

مع أني ألاحظ أن الثقافة نوعا ما تتغير ببطء، مع محاولة الجيل الحالي للوصول للحرية المالية، ووجود مصادر دخل متنوعة تتطلب منهم الانفتاح، فموضوع الحديث عن المال يصبح سلسا شيئا فشيئا.

لكنه، ليس سهلا… 

شجاعة لا تُفهم… ومفاهيم لا تُستوعب

فرضا، أنتِ لديك صديقة مقربة، أنتما موظفتين، ومستواكما الاجتماعي متقارب. 

إلا أنك أنت تحاولين التعلم، تقرئين عن الإدارة المالية، تتعلمين عن الثراء، أو فقط لنقل الوفرة (المصطلح الأكثر استخداما في أوساط الوعي، إلا أنه ليس هو الثراء)، وهي، لا!

مُكتفية براتبها، عقليتها عقلية نُدرة، لا تتقبل الحديث عن المال، لا يمكن أن تسأليها عن راتبها، أو أن تتحدث لك هي عن كيفية إدارتها لأموالها… وفجأة تخبرينها أنك قرأت عن بورصة الدار البيضاء وكيف يمكنك الاستثمار في الأسهم! 

أو لنقل، لم تخبريها… كونك أنت مدوِّنة، أو كاتبة، قررت مشاركة تجربتك في شراء أسهم شركة معينة، إلا أنها بعد فترة تعرضت للإفلاس (مثال صعب التحقق، فمعظم شركات البورصة تستمر) أو انخفضت قيمة الأسهم، فخسرت أموالك…

هل في نظرك، صديقتك هذه لن تُعلق على الأمر؟؟ أو عائلتك؟ 

لأن معظم المدونات الشخصية يتابعها أقرباء الشخص نفسه.

فئة من مجتمعنا، ستقول بينها وبين نفسها، أووه! هي أصلا تملك أموالا للاستثمار! هههه! 

الموضوع مضحك إلا أنه مؤلم

كم من تجربة عشتها أنتَ وأردت مشاركتها مع قريب لك، إلا أنك تشعر أنه لن يتفهمك؟ 

أو لن يفهم الموضوع من زاوية نظرك أنت؟

  • شخص عقله محدود ماليا، لا يمكن أن يفهم شجاعتك المالية!
    الشجاع ماليا، سيخسر ثم يخسر… وسيربح… وتتكرر العجلة.

هذه التناقضات هي التي تجعلني أتراجع عن الكتابة الشخصية ، وضمير الغائب في المقالات ليس أسلوبا محببا، ولا مقبولا.

عين الكاتب… ترى ما لا يُقال

أنا أكتب من 2019، أقصد بطريقة احترافية، في مواقع إلكترونية… وأملك من الخبرة ما يكفي، لأشاركها مع الكتاب الجدد. 

  • كيف تكتب مقالا ناجحا؟
  • كيف تختار مواضيع مقالاتك؟
  • ما هي الأخطاء التي يرتكبها الكاتب الجديد؟
  • ما هي استراتيجية المحتوى؟…

مواضيع كثيرة، كلها مفيدة، ولدي فيها من التجربة والمعرفة ما أعتبره ممتازا! 

أقرأ مقالا معينا، أقول في نفسي فقط لو استخدم الفواصل بطريقة محددة، لكان المقال أفضل، أو لو استخدم جملا قصيرة، أحسن!: هذه عين الخبير.

من جهة ثانية، وهذا ما قد فكرت فيه من قبل، (ولم أقم به أبدا)، هو أن أكتب للمدربين. 

كوني اشتغلت مع عدد لا بأس فيه منهم، فأنا أعلم ما الذي يحتاجونه، كيف يؤسسون لأنفسهم أسلوبا مناسبا؟ أو على الأقل أستطيع تنبيههم حين يحاولون تقليد مدرب آخر! 

كل هذا جيد، مفيد، ويمكنه أن يجذب الزوار لموقعي… لكن لا أدري، يظل بعيدًا عن المتعة اللي أكتب من أجلها.

والعين الآن تتساءل… كيف يواجه كتاب المحتوى ثورة الذكاء الاصطناعي؟

هذا العنوان بحد ذاته ممتاز لمقالة مستقلة، نتوسع في أفكارها (إن كنت مهتما أخبرني عن رأيك)

سألتُ معلمتي، كيف أتعامل مع تطورات التكنولوجيا الحالية؟ 

لا أريد الغوص فيها كخبيرة، مع ذلك، لا أرغب أن يفوتني القطار!!

إجابتها كانت قوية، سأتطرق إليها لاحقا، لكن، دعني أخبرك بمثال: المبرمجين حاليا مطلوبين في جميع بقاع العالم، هل هذا يعني أن كل شخص عليه أن يصبح مبرمجا؟ بالطبع لا!

وهل هذا يعني، أن المبرمجين سيظلون في قائمة أكثر المهن طلبا طوال السنوات القادمة؟ بالطبع لا! “وتلك الأيام نداولها بين الناس”

حاليا، أصبحنا نبرمج مواقع وتطبيقات كاملة باستخدام الـ  AI، وبدون سطر كود!

الخلاصة؟ ليس عليك أن تُطارد ما هو مطلوب، إلا أنه من المهم أن تبقى مرنًا مع الواقع.

والواقع اليوم، يقول: مرحبا بالذكاء الاصطناعي!

تخيل! المغرب تصدّر قائمة الدول العربية الأكثر استخدامًا لـ ChatGPT بنسبة 38%، حسب دراسة لـ Boston Consulting Group سنة 2023.

هذا يجعلني أتساءل، هل نحن المغاربة نستفيد من الذكاء الاصطناعي بالشكل الصحيح؟ أم فقط هو عبارة عن محرك بحث جديد؟ أو تسلية نسلي به أنفسنا؟ 

هذا رأي ChatGPT عن مقالتي، فما رأيك؟

لنعد للجدِّية.

هل سيأخذ الذكاء الاصطناعي مكانك؟

كاتب مبتدئ، حين سيرغب في تعلم أساسيات الكتابة الرقمية، عدى البحث في المواقع المتخصصة (وهذا الأمر سيتقلص)، سيتجه مباشرة لـ شات جي بي تي، للحصول على المعلومة. 

شخص مبتدئ، لنقل هو مهتم بالوعي، بتطوير نفسه، بتفريغ مشاعره السلبية، سيرغب في اختصار وقت الجلسات الشخصية، والكورسات الطويلة، وسيلجأ للتحاور مع شات جي بي تي! للأسف!

أنا فقط أعطي مثالا بـ شات جي بي تي، تطبيقات الذكاء الإصطناعي المتخصصة كثيرة، ولن تنتهي.

الأساسي هنا، من سيبحث عنك أنت؟ أو من سيقرأ لك أنت؟

تواصل معي شخص من أجل مساعدته في تحرير كتابه وتنسيقه، فرحت جدا، لأنها ستكون أول تجربة لي في تحرير الكتب. لقد أردت هذا منذ زمن!

توصَّلتُ بنسخة من الكتاب؛ قبل أن أنهي الصفحة الأولى، عرفت أنه مكتوب بالذكاء الإصطناعي، لا سيما أنه بعيد كل البعد عن أسلوب هذا الشخص في الطرح.

اعتذرت عن العمل، وبعد سؤال العميل لي عن السبب، أخبرته عن الوضع، فكان رده، لا بأس، لنقم فقط بتحريره يدويا.

إلا أن…

الكتاب يُكتب يدويا ثم يُحرّرُ أو يُنَسق بالذكاء الإصطناعي وليس العكس.

إلى الآن… البشر أكثر صدقا من الذكاء الإصطناعي

حين تريد التحدث عن فكر جديد، أو التعمق في المشاعر، فأنت تحتاج لإنسان أن يكتب (ربما بعد سنوات سيلحق بنا الـ AI في الصدق).

فإن كانت مسألة المحتوى ستُحل بالذكاء الإصطناعي، ما دورنا الحالي نحن ككتاب؟ 

إن كنت كاتبا عاديا، تلبي طلبات عملائك… تكتب محتوى سوشل ميديا، مقالات عامة، كتابات إعلانية… استخدم الذكاء الإصطناعي، فـ جوجل الآن لا تمانع ظهوره.

أقصد بكاتب عادي، أن مهمتك منوطة فقط بالكتابة:

  • لا دخْل لك بالرؤية المستقبلية للمجال
  • هدفك من الكتابة هو كسب المال/بناء مجتمع قريب منك فكريا 
  • تستخدم الذكاء الإصطناعي في البحث والتحرير فقط
  • الكتابة بالنسبة لك، ليست بشغف أو لنقل مهارة تريد أن تُبدع فيها

وكل هذه الأسباب محترمة، ومقدرة، وليست بالسهلة! يعني، ليس الجميع قادرا على ربح المال من الكتابة والاستمرار في هذا لأعوام، فمبروك عليك، وأنت مميز!

 لكن… 

  • ماذا لو كنت تكتب للمتعة؟ 
  • ماذا لو كان هناك قارئ يحتاج لمعرفة تجربتك الشخصية؟ 
  • ماذا لو كنت تكتب لنفسك؟

أعتذر منك، عليَّ طرح هذا السؤال:

  • ماذا لو كنت تمتلك كل المال الذي تحتاجه، هل كنت لتستعين بالذكاء الإصطناعي لتكتب مقالاتك؟ أو كنت لتكتب ما تريده بالطريقة التي تريدها وفي الوقت الذي تريده؟؟

أما إن كنت في مجال التدريب، فخذها مني قاعدة، اليوم قبل الغد: 

فكِّر كيف تُطور من عملك؟!

قد لا يتطلب الأمر حتى عاما واحدا ليصبح لكل شخص منا AI Agent، متخصص في حل مشاكله الشخصية! لا تعتمد على دوراتك المسجلة، ولا على برامجك المباشرة والحضورية… أبدِع، أبدع، أبدع! اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد!

البيئة… حين تُصبح رقيبًا داخليًا

هذا يعيدني للأفلام التي شاهدتها، أو المدونات الأجنبية التي تابعتها… 

البيئة تؤثر في حرية الشخص الفكرية

كما أن بيئتك تؤثر على المستوى الذي ستصل إليه ماديا ومعرفيا، فهي أيضا إما توسع أو تضيق حريتك. ليست كل الأفكار قابلة للنشر، وليست كل المشاعر قابلة للمشاركة.

أن تكون مدونًا… يعني أن تلعب بالقواعد

لو قررت كتابة مواضيع مفيدة للكتاب، هذا سيجعلني في سباق مع كتاب آخرين، ليس بالأمر السيء فعلا! إلا أن استراتيجية الكتابة ستتغير، سيتطلب الأمر، البحث عن مواقعهم، دراستها، ما المميز لديهم؟ كيف أتفوق؟…

لأنك إن كنت اخترت مجالا موجود مسبقا، فأنت ملتزم باللعب وفقا للقواعد! 

لا يعقل أن يكون موقعي مختص في مجال الكتابة، ويكون هو الأخير في تصنيف جوجل؟؟ لا! هل رأيت الإيغو؟!

حين بدأت التدوين… لم أكن كما أنا الآن

دعني أخبرك سرا، أنا حين بدأت التدوين، بدأته باستراتيجة معينة. 

كان لدي موقع تجاري، استخدمت فيه المحتوى لرفع تصنيفه، وبالتالي الحصول على مبيعات. 

المحتوى كان وفقا لقواعد السيو، SEO هو اختصار لعبارة تحسين محركات البحث (هل رأيت كيف شرحت لك المصطلح الآن؟ استخدمته سابقا لكني، لم أشرحه! هذا يدل على جديتي في هذه الفقرة).

من موقع واحد، إلى اثنين، إلى ثلاثة… ثم طرأ تغيير معين في حياتي. 

قررت التعلم عن المهارات الشخصية، الوعي الذاتي، وهذه المصطلحات كلها… 

أحببت المجال، وللأمانة أردت أن أصبح مدربة، كوتش! لا تضحك! 

بدأت بقراءة الكتب المتخصصة أكثر، وبحضور الدورات… وهنا اقتربت أكثر من هذا العالم.

الحماس الوردي… والنزول على أرض الواقع

بعد فترة، ولأن جزء من عالم الوعي، يُركز أكثر على اتصالك بذاتك، وأن تعمل ما تحب، وتعيش شغفك… وكل هذه الأمور الوردية، قلت، لأعد للكتابة، لكن، هذه المرة لن تكون تجارية.

فعن ماذا ستكتبين يا زهرة؟ عن الوعي! لنبدأ بتلخيص الكتب.

ولأن المدونات العربية لم تكن ناجحة، أو بصدق أكبر: لم تكن تربح المال (عقلية براغماتية، أستسمح)، قررت أن أُؤسس موقعًا إنجليزيًا…

لقد تحدثت سابقا عن كيف غيرت الموقع للعربية، ولماذا… فلن أطيل.  

الموقع الحالي… بلا هدف واضح

بيت القصيد… هذا الموقع العربي الذي أكتب فيه الآن، كان بهدف أن أصبح كاتبة محترفة، يعني، حين أرسل لمدرب أو لشخص ما طلب عمل، لابد من إرفاقه بموقع شخصي فيه مقالاتي الخاصة ليتعرف على أسلوبي…

إلا أنه بعد فترة من العمل، لم يعد إرسال الموقع ضرورة! الحمد لله، كل عميل إلا ويشارك عملي مع عميل آخر، وكبُرت دائرة العمل.

المكتب الحلم: من إحدى الخلوات

وعدت للتساؤل، أين ذهب شغف الكتابة؟! 

حين يتحول الشغف إلى التزام

حضرت دورة في العام الماضي، وسمعت معلومة تقول:

أحيانا حين يتطور شغفنا أو الشيء الذي نحب عمله، لمصدر رزق مالي، يتحول الشغف إلى تعب، كون الأمر لم يعد هواية، بل أصبح التزاما.

مثلا، أنا حين أكتب لنفسي، فلست ملزمة بمدة زمنية، أما، مع العميل، أنا ملزمة بالكتابة وفقا لقواعد العمل، وهنا تغير كل شيء.

نفس الشيء بالنسبة لفتاة تحب الرسم، كانت في البداية ترسم في غرفتها، مستمتعة ولا شيء يلزمها بالسرعة أو بالألوان المستخدمة، حرة في الرسم… 

بعد أن أصبح الأمر مهنة، أو احترافي، تَغيَّر المسار.

مشاعر التعب، الضغط، المواعيد، التوتر، البحث عن عملاء جدد، القلق من النتائج، الالتزامات، الاجتماعات… كل هذه الأشياء تزيل المتعة عما تحبه.

ما بين نهرين… شغف؟ أم وظيفة؟

هل تعود للبداية حيث الشغف والمتعة فقط أو تستمر ويصبح كل شيء عبارة عن عمل روتيني، كباقي الأعمال؟

وعن تجربة، جربت الكتابة كهواية فقط، وجربتها كحرفة… ليسوا سيّان أبدا! 

المضحك في الأمر، وهذا رأيي الشخصي، حين تصبح هوايتك مصدر رزقك، يصعب أن تعود لنقطة الصفر! 

بشكل مبسط… حين كنت أفكر بالعودة للتدوين الحر، أكتب عن أي شيء يأتي لمخيلتي، وأتخلى عن الكتابة للعملاء، أقول في نفسي: والمال؟ 

أنتِ هنا تتخلين عن شيء مادي ملموس تقدمه لك الكتابة!

لو قررت العودة لكتابة، مثلا، ملخصات الكتب أو مواضيع عامة، كم علي الانتظار حتى يصبح الموقع مرجعا لقراء الكتب؟ وأستطيع ربح المال منه؟ أو من شراكات؟

حين لا تعود الأفكار لك

وللعلم، أنا حين أكتب لمدرب معين، فأنا أشاركه أفكاري واستنتاجاتي… 

فرضا، نحن نكتب عن شعور الخوف! بعيدا عن أني أكتب بأسلوب المدرب، وبطريقته في التدريب، فما أكتبه نابع مني، إلا أنه لا يعود لي! (بمجرد الحصول على مقابل مادي له!) وهنا مفارقة مهمة جدا!

تأتيني فكرة، أو تمرين رائع جدا بخصوص موضوع معين، أقوم بمشاركته في دورة أو برنامج لمدرب ما، فأقول: هذه فكرة تستحق أن أشاركها على موقعي، مع ذلك، لا أستطيع، فهي لم تعد لي…

واحتراما للمهنة (وهذه صفة أقدرها في نفسي ككاتبة، رغم أنه لا توجد في معظم الأعمال عقود قانونية تفرض علي صيغة العمل، إلا أني أحترم التزامي الكامل معهم): لا أعيد مشاركة ما أقدمه من أفكار، أو كتابات، باسمي الشخصي!

في مفترق الطرق… أي كتابة أختار؟

كل هذه الهلوسات… أفكر فيها، كلما أردت العودة للكتابة في موقعي! 

هل أكتب ما هو مطلوب ومرغوب؟ 

أو فقط أكتب لأكتب؟

أنا الآن، كتبت حوالي 8 صفحات، في أقل من ساعتين… 

وإن أردت تنسيق هذه المقالة بشكل يليق بالقواعد، على الأقل لنربح بعض القراء، سأفعل! لكني، لا أريد هذا.

أريد أن أكتب لأكتب.

سؤال أخير… لِمن بقي حتى النهاية؟

ما رأيك؟ إن قرأ أحد ما هذا المقال للأخير، أريد أن أعلم

(عقلية براغماتية مرة أخرى، لا بد من منفعة! ههه)

الكتابة الشخصيةكتابة محتوى
التعليقات (0)
شارك بتعليقك