هل تعيد قراءة كتابك المفضل؟
سؤال اليوم: هل تعيد قراءة كتابك المفضل ؟
إن كانت إجابته لا، فغالبا هذا ليس أفضل كتاب لديه. لا أقصد هنا أنه يكذب، ولكن الكتاب الذي تحدث عنه بلا شك ليس أفضل كتاب.
قد يتساءل البعض، وهل ضروري أن أعيد قراءة الكتب التي أعجبتني؟
لا صراحة، لكن إن كنت مهتما بالحفاظ على ذلك الإعجاب بينك و بين الكتاب فلا بد أن تعيد الاطلاع عليه.
المسألة هنا ليست فقط في الكتب. و لكن في أي موضوع أنت مهتم بتعلمه.
أبسط مثال أن اللغة إن لم تمارسها بشكل مستمر، بالتأكيد ستنسى معظم ما تعلمته فيها.
التكرار أم المهارات، واحدة من أبرز الحكم التي أتذكرها. لأنه يسألني الكثير منكم، هل أتذكر كل تلك الحكم التي أشاركها؟
وجوابي يكون لا. الحكم التي في ذاكرتي لا تتجاوز 5 . لماذا؟ لأنها الحكم التي أكررها دائما، سواء في كتاباتي أو حديثي.
نفس الأمر مع الكتب الكتاب الذي تعيد قراءته، هو الوحيد الذي سيبقى في ذاكرتك.
سؤالي لنفسي: هل تعيد قراءة كتابك المفضل ؟
شخصيا لدي كتب أعدت قراءتها لأكثر من 5 مرات. وواحد منها لا زلت أحمله معي كلما سافرت.
وهنا حين أقول أعدت قرائتها، فأنا حرفيا قرئتها من الغلاف إلى الغلاف. خصوصا في الإعادة الأولى، بعدها قد أعيد قراءة أجزاء متفرقة من الكتاب.
لماذا من الضروري قراءة الكتاب مرارا؟
إن وعيك في تطور ونمو مستمر سواء أدركت هذا أو لا. بشكل عملي أكثر فأنت حين تقرأ كتابا اليوم، بعد 3 أشهر حين تعيد قراءة نفس الكتاب ستكتشف بعدا جديدا.
ليس لأن الكتاب تغير ولكن لأن وعيك تطور خلال هذه 3 أشهر.
فكيفما كان الشيء الذي تتعلمه أو تقرأه، كتاب ما أو دورة ما، أعد الاطلاع عليه بعد كل فترة وفترة وستلاحظ الكم الهائل من المعلومات الجديدة التي ستستقبلها.
إلى جانب أن وعيك ينمو بين فترة وأخرى. فأنت في المرة الأولى التي تقرأ فيها كتاب أو تتابع فيها دورة ما، تكون لديك انتظارات معينة مما تقرأه.
مثلا، أنا سأقرأ كتابا عن العادات، فانتظاراتي من هذا الكتاب أن أتعلم كيف أكتسب العادات؟
لكن حين أعيد قراءة هذا الكتاب فسيتفتح دماغي على أشياء ومعلومات جديدة قد أكون تجاوزتها خلال قراءتي الأولى.