اقتباسات من كتاب معجزة الصباح : كيف يغير اليأس حياتك؟
اليأس هو المادة الأولية لأي تغيير جذري وحدهم القادرون أن يرموا خلف ظهورهم كل ما آمنوا به دوما يمكنهم أن يأملوا في الهروب منه.
- كتاب: معجزة الصباح
- الكاتب: هال إلرود
- الفئة: التنمية البشرية
- عدد الصفحات: 254 صفحة
- عدد فصول الكتاب: 10 إضافة إلى محاور جانبية
- اللغة الأصلية: الانجليزية
اليأس أصل معجزة الصباح
حالفني الحظ بالوصول إلى الحضيض مرتين في حياتي القصيرة نسبيا. أقول حظا لأن هذا ما جعلني أنضج و علمني خلال أصعب مراحل حياتي بعض الدروس التي أتاحت لي أن أصبح الفرد المؤهل لتشكيل الحياة التي كنت أتمناها دوما.
إنني في غاية السعادة لأن نجاحاتي و أيضا اخفاقاتي ساعدوا آخرين ودفعهم إلى تجاوز حدودهم و بلوغ قمم أعلى من القمم التي كانوا يعتبرونها سهلة المنال.
كارثتي الأولى:
شبه ميت في مكان الحادث
كما تعرفون، كادت كارثتي الأولى أن تكون الأخيرة. في سن العشرين عاما، أصبت في حادث تصادم سببه سائق ثمل و كدت أموت هناك (شرحت بالتفصيل في كتابي الأول وجها لوجه مع الحياة… كيف تعافيت من مصيبتي الفادحة، التي تكاد لا تحتمل، إضافة إلى الدروس الثمانية التي تعلمتها و التي ستحسن نوعية حياتكم).
كارثتي الثانية:
ديون ثقيلة و اكتئاب حاد
غرقي الثاني في أعماق اليأس كان شاقا أكثر من حادث السيارة.
حدث ذلك عام 2008، تعرضت الولايات المتحدة لأسوء ركود اقتصادي منذ الكساد الكارثي الكبير و الشهير في الثلاثينيات من القرن الماضي.
ومع أنني حققت قفزة في السنوات التي تلت حادث سيارتي، و حصلت على مهنة تجارية استثنائية، و بدأت نشاطا تدريبيا محققا إيرادات بمئات الآلاف من الدولارات و ألفت كتابا ناجحا، إلا أنني وجدت نفسي من جديد أواجه المصاعب. انهارت حياتي هذه المرة ذهنيا و عاطفيا و ماليا.
كما لو أن المشاريع المزدهرة التي بنيتها أصبحت بين ليلة وضحاها غير مربحة. نحو نصف دخلي الشهري تلاشى. و فجأة لم أعد قادرا على تسديد فواتيري.
كنت قد اشتريت منذ فترة وجيزة منزلي الأول. و كنت على وشك الزواج و نحلم بإنجاب طفلنا الأول و أنا غارق في الديون و متهم بالتأخر عن سداد قرضي السكني، أصبحت لأول مرة في حياتي أشعر بالاكتئاب الشديد.
كنت في الحضيض. هل يمكن للأمور أن تزداد سوءا؟ ربما. هل سبق أن واجهت الأسوأ؟ لا، و أنا متأكد. لقد وصلت الى القاع.
لماذا كان الدَّين أسوأ من الحادث؟
لو سألتموني أيهما الأسوء حادث السيارة أم المصاعب المالية لأجبتكم بلا تردد أن المشاكل المالية هي الأسوأ.
بالنسبة إلى معظم الناس، ليس هناك ما هو أسوأ من التعرض لصدمة سائق ثمل و الإصابة بأحد عشر كسرا، و تلف دماغي دائم، و الاستيقاظ من غيبوبة ليخبروكم أنكم لن تستطيعوا السير أبدا
. و الحقيقة أن الألم الجسدي و العقلي و العاطفي لحادث بهذه الفظاعة هو أسوأ ما يمكن أن تخبئه الحياة لأي شخص مدرك، لكن لم تكن هذه حياتي.
كما ترون، بعد الحادث، ثمة أشخاصا اعتنو بي. في المشفى، ظلت عائلتي بجانبي. ورحت باستمرار استقبل الزيارات: أصدقاء و أقارب يأتون كل يوم للاطمئنان على صحتي و يغمرونني بالحب والتشجيع. كان فريق الأطباء و الممرضات مذهلا، يراقب كل مرحلة من نقاهتي.
كانوا يحضرون لي الوجبات و يقدمونها. لم أكن مضطرا لتحمل التوتر اليومي المرافق للالتزام بالعمل و تبويب فواتيري. كان كل شيء بسيطا في المشفى.
لم تكن هذه هي الحال في المرة الثانية. فلم يأبه أحد لشأني. لم يزرني أحد. ولم يتول أحد أمر العناية بي. ولم يحضر أحد الطعام لي. كنت وحيدا تماما هذه المرة.
كانت لدى الناس مشاكلهم الخاصة التي تحتاج إلى تسوية.
أظهر تأثير نتائج الدومينو المصاعب في جميع مجالات حياتي. كنت مضطربا اضطرابا شديدا من بين جملة من الأمور جسديا و عقليا وعاطفيا وماليا.
المشاعر الغالبة
كان الخوف والريبة يغلفانني لدرجة أن السلوى اليومية الوحيدة كانت الخلود الى السرير. ومع أن هذا يبدوا مثيرا للشفقة، إلا أن ما كان يساعدني على المضي حتى النهاية هو راحة البال التي تعتريني بسبب معرفتي أنني سآوي إلى سريري و أهرب مؤقتا من مشاكلي.
كانت تراودني أفكار انتحارية كل يوم، مع أنني لم أكن واثقا من قدرتي على الانتقال إلى الفعل. لأن مجرد معرفة أن انتحاري سيحطم أهلي كان كافيا لأقاوم و أمضي قدما.
كنت أعرف في قرارة نفسي أن هنالك دوما طريقة لإحداث فرق، بغض النظر عن سيرورة الأحداث. لكن الأفكار السلبية ظلت حاضرة.
برأيي، لم يكن بمقدوري أي حل أن يضع حدا لأزمتي المالية. ولم أكن أرى شيئا يمكنه إخماد ألمي العاطفي.
الصباح الذي قلب حياتي: بوادر معجزة الصباح
ثم في صباح واحد، تغير كل شيء كدأبي منذ عدة أسابيع، استيقظت مكتئبا. لكنني في ذلك الصباح، فعلت شيئا مختلفا. اتبعت نصيحة صديق وذهبت إلى الجري، لأفرغ رأسي. لا تسيئوا الظن بي، لم أكن رياضيا… انتعلت في ذلك الصباح خفا رياضيا للعب كرة السلة و التقطت جهاز الأيبود لأتمكن من سماع شيء إيجابي و توجهت نحو باب مدخل منزلي.
وأنا أصغي إلى تسجيل عن التنمية الذاتية لجيم رون، سمعت شيئا كنت أعرفه من قبل، لكنني فهمته فعلا. كما تعرفون يحدث لكم أحيانا أن تسمعوا شيئا مرارا و تكرارا دون أن تطبقوه فعلا، ثم ذات يوم يُحدث هذا دويا هائلا داخلكم! حين سمعت جيم يصرح:
نادرا ما سيتجاوز مستوى نجاحك مستوى ازدهارك الشخصي لأن النجاح هو شيء تجذبه بحسب الشخص الذي تصيره
أوقفتُ الجري. هذه الفلسفة ستغير بالتأكيد حياتي.
موازي النجاح
كان هذا شبيها بموجة عاتية تندفع وأدركت أنني لم أصبح الشخص المؤهل ليجذب مستوى النجاح الذي أرغب به و يخلقه و يصونه.
على مقياس من عشر درجات، كنت أرغب بالحصول على درجات، لكنني لم أكن أحصل في مجال الإزدهار الشخصي إلا على درجتين أو ثلاث، و ربما أربع درجات في الأيام الجيدة.
أدركت أن هذه مشكلتنا جميعا فنحن جميعا. نرغب بالحصول على عشر درجات في ميدان النجاح، في جميع مجالات حياتنا -الصحة و السعادة و المال و الحياة الغرامية و المهنة و الجانب الروحي…- لكن إذا لم يصل ازدهارنا الشخصي (معرفة، تجربة، حالة ذهنية، معتقدات…) إلى مستوى الدرجة العاشرة، فالحياة عند ذلك ليست إلا كفاحا مستمرا، و سيظل عالمنا الخارجي انعكاسا لعالمنا الداخلي.
سيكون مستوى نجاحنا موازيا دوما ازدهارنا الشخصي. و إذا لم نكرس وقتا كل يوم لنزدهر و نصبح الشخص المؤهل لخلق الحياة المأمولة، سيظل الوصول إلى النجاح كفاحا دائما.
عدت إلى المنزل راكضا. كنت مستعدا لتغيير حياتي.
[…] تكتسب عادة الاستيقاظ باكرا لأنك سمعت عن أهميتها في الوصول إلى حياة ناجحة. لكن أنت […]